15 سبتمبر 2025

تسجيل

حرامي يسهلّك ولا أمين يعرقلّك!

03 أكتوبر 2022

لبنان يُرسّم الحدود البحرية مع إسرائيل، ما يُعيد تأكيد حقيقة تاريخية الغاز والنفط أولى من المبادئ في العلاقات الدولية، وأن التفاوض مع البعبع وإن كان غير مباشر هو اعتراف بوجوده مهما حاولوا وضعنا في فقاعة شروطنا ومتاهة شروطهم. ما يهمّ المواطن اللبناني من هذا الترسيم هو جيبه، وكيف سينعكس ذلك على رواتب القطاع الحكومي ووظائف القطاع الخاص وارتفاع الدولار، ومن ثم العودة إلى المربع حيث كنا نُنفق من خزينة البنك الدولي، وندّعي أن كلّ شيء بخير، حتى تأتينا أزمة جديدة. وبالتالي، إصرار الدول الغربية وملحقاتها من الأنظمة العربية بالإبقاء على المنظومة الفاسدة في لبنان، وعدم دعم التحركات المدنية الشبابية دوليًا، يتضح الآن أكثر فأكثر، حيث إن المطلوب بقاؤها لغاية وضع النقاط الأخيرة على عملية الترسيم والتنقيب والتقسيم، على قاعدة «حرامي تعرفه يسهلّك، ولا أمين تتعرّف عليه يعرقلّك». ما نرغب باكتشافه هو مدى جدّية صنّاع القرار في مجال التعليم، بإعادة النظر وبشكل جذري في إبقاء الأمور على حالها في التعليم ما قبل الجامعي الذي يستمر لمدة 17 عاماً، فهل نحن اليوم - وفي زمن الثورة التقنية والتقدّم - نحتاج إلى إبقاء الأطفال في المدارس لمدة 17 عامًا، وبعدد ساعات الدراسة نفسها؟ ما كان يصح في القرون الماضية، لم يعد يُحقّق نتائج مثمرة في العصر الحالي، ولا بُدّ من الاعتراف أن طاقات كثيرة تُهدر في غير محلها. ربّما لا نحتاجُ إلى بذل المزيد من الجهود، بقدر ما نحتاج إلى إعادة تموضعها وتوزيعها وللشجاعة في أخذ القرارات والسير بها ولو في المدى القصير. الحياة قصيرة لمن يرغب بالنهل منها وقد تبدو أطول لمن يُفكّر يوميًا بـ «ماورائياتها»، ومؤخرًا تتزايد أخبار وفيات الشباب والأطفال بطرق مختلفة، والموت هو حقّ علينا، ولكنّ فكرة الخوف من الموت تُرهقنا أكثر من الموت نفسه، وكأنه انتقام إلهي! فكيف قُدّمت إلينا فكرة الموت منذ الصغر؟ «الله سيموتك إذا فعلت كذا»، وعند ذكر الموت يُقال «بعيد الشرّ»، والترغيب في أداء الفروض يقوم على الترهيب «جاك الموت يا تارك الصلاة».. قِس على ذلك من أمثلة. فهل سيكون لدى الناس - غير رجل الدين ونسائه - فرصة التعبير والتفكير في منظور الحياة والموت؟ ومناقشتها بعيدًا عن الخوف من الأحكام المُسبقة؟ التعبير دواء نوبات الهلع واضطرابات القلق التي تتسلل ليلًا وتوقظنا من لحظات الفرح. صدق من قال إن العقل قد يكون أكبر عدو للإنسان، لذا ثق بحدسك لأنه الصديق الوحيد الذي سيُلهمك تغيير فكرك. حدسي يُخبرني أن غاز لبنان تم بيعه في أرضه وتصديره كما بيع شعبه وصُدّرت أحلامه إلى الخارج.