12 سبتمبر 2025

تسجيل

الحدث الــذي كـان بــالأمـس !

03 أكتوبر 2021

نعم هي صناديق تفتقر لها دول كثيرة، لكنها بلا شك تصنع فارقا في دول أخرى، ومن هذه الدول كانت بلادنا الجميلة قطر التي عاشت بالأمس حدثًا انتخابيًا كبيراً في التصويت لأول مجلس شورى يقوم على الانتخاب لا التعيين، حيث توجه جميع المواطنين والمواطنات إلى الدوائر الانتخابية الموزعة في كافة أرجاء الدولة للتصويت واختيار مرشحيهم الذين خاضوا لمدة أسبوعين ماضيين حملاتهم الانتخابية المحمومة للظفر بأكبر عدد من أصوات الناخبين في دوائرهم. وبالأمس كان اليوم الذي لم يتخلف فيه أحد لإنجاح هذا الحدث الذي نقلته قنواتنا المحلية للعالم في صورة مبهجة وشعور أروع، في أن قطر اليوم ليست مثل كل يوم، وأنه إذا كان هناك شعوب تصارع وتنازع وتحارب وتثير بلبلة لفرض صوتها، فإننا في قطر نضع هذا الصوت بكل يسر وسهولة في صناديق نزيهة لاختيار من يمثلنا في أول مجلس شعبي يقوم على صوت الشعب لا التعيين الرسمي، كما كان حال مجلس الشورى الماضي. وكم كنت سعيدة وأنا أراقب سير عمل هذه الدوائر وأمورها تسير بكل سلاسة وتنظيم لتوجيه الناخبين إلى مكان التصويت وإرشادهم تعليمات الحصول على البطاقة الانتخابية والتوجه إلى زاوية يفصلها عن غيرها حواجز تتيح لكل ناخب الخصوصية المطلوبة في اختيار مرشحه، وثني البطاقة ثم رميها في أحد الصناديق الموضوعة لجمع كل هذه البطاقات قبل أن يقوم المعنيون بفرزها تحت إشراف لجنة قانونية من المحامين وذوي الشأن لتعلن النتائج لاحقا وإعلام كل مرشح بفوزه أو خسارته التي لن تؤثر على أمنياته الصادقة لمنافسه الفائز بأن يقدم كل ما بوسعه لخدمة الدائرة وأبناء الدائرة ممن انتخبوه أو لا. ولا يمكن ونحن نتكلم عن هذه المشاركة الشعبية الطيبة أن ننوه بكل فخر واعتزاز عن الإجراءات التي اعتمدها المسؤولون في لجنة الانتخابات في تخصيص مقار تصويت لكبار السن والعاجزين عن التوجه لدوائرهم الانتخابية المخصصة لهم، وممن يعاني من أمراض مزمنة في التصويت في دائرة مخصصة لهم كان مقرها في مبنى جامعة قطر وهذا سهل على الكثيرين من أمهاتنا وآبائنا في التوجه لها والإدلاء بأصواتهم، ويجب أن نذكر في السياق نفسه بعض هؤلاء الأعزاء على قلوبنا الذين غادروا المستشفيات في نفس اليوم وهم يصرون على مرافقيهم أن يتوجهوا للدائرة الانتخابية للانتخاب والتصويت، رافضين أن يكون مرضهم أو عجزهم سببا يمنعهم من المشاركة في يوم تحالف فيه القطريون والقطريات، وتآلفوا لإنجاحه بأي صورة كانت، وهذا بحد ذاته صورة مشرفة أخرى تدل على أن نعمة الصوت الحر ليس بينها وبين الإدلاء بها مانع ولا حاجز. الآن تنتهي كل مظاهر الانتخاب ويبقى يوم النتائج التي سوف تعلن بناء على ترشيحاتكم والتي نأمل أنها قامت على الأهلية لا القبلية، ومن إيمانكم بأن الصوت أمانة أمام الله أولا ثم أمام المجتمع الذي سوف يتحمل سوء أو حسن هذا الاختيار في مرشح يجب أن يكون فعالا ومؤثرا ليحقق ما قامت عليه ترشيحات أبناء دائرته جميعهم على اختلاف أسماء قبائلهم وأطيافهم وفئاتهم وأعمارهم، وإلا ما الفائدة من إعطائه الأصوات وهو الذي كان يبيع السمك في الماء في حملته الانتخابية الذي استطاع فيها حشد أصوات الناخبين، لكنه جهل بما يقوم عليه منصب عضو مجلس الشورى في الواقع. وعليه أتمنى أن تكون أصواتكم قد ذهبت لمن يستحقها وليس لمن هو غير جدير بها، لأننا أمام مفترق في أن نصنع دولة حديثة عصرية، وهو المقصد الذي قام عليه مجلس الشورى بشكله الجديد والذي سوف يعلن عنه قريبا بإذن الله. ‏[email protected] @ebtesam777