15 سبتمبر 2025

تسجيل

آلامٌ وآمــــــال

03 أكتوبر 2019

بالأمس دخلت على والدتي التي اعتادت متابعة الأخبار وهي مقطبة الجبين وتعلق بغضب ممزوج بحزن: حتى العراق ما سلم !.. شلي صاير بالدنيا ؟! فبحثت في الموضوع فرأيت شوارع العراق تنتفض بالمظاهرات الغاضبة التي تحمل سمة واحدة لم تعد بمستغربة على شوارعنا العربية التي باتت في كل يوم تؤلب أوجاع أصحابها التي تجتمع جميعها حول تحسين مستوى معيشتهم والحد من الغلاء وتقديم أفضل خدمات التعليم والصحة. واليوم تنضم العراق الجميلة لباقي الدول التي لا تزال شوارعها غاضبة من تدني حياة شعوبها مثل الجزائر ومصر والسودان واليمن والقائمة تطول ولعل ما يصلنا من مشاهد مؤلمة من مدن ومحافظات العراق يجعلنا فعلا نتساءل ما هو بلاء دولنا العربية ؟! لم لا نجد مثل هذه الأمور في دول الغرب التي نتفوق عليها اقتصاديا ولا شك أنها تتفوق علينا سياسيا وإنسانيا؟! لم ترتبط احتجاجاتنا التي من المفترض أنها تكون سلمية بالدم والعنف والدخان وفي أغلب الأحوال هناك قتلى وجرحى؟! فما يحدث منذ البارحة حتى لحظة كتابة هذا المقال في العراق مخيف جدا فهذا البلد لم يهنأ منذ حربه الضروس مع إيران ولا يبدو أن مستقبله يعده بالشيء المبهر فهل بات المكتوب على الدول العربية أن تضطرب سياستها ومن يحكم ويقرر لتضطرب حياة الملايين من مواطنيها الذين يجتمعون جميعا من كل بلد على مطالب تحسين معيشتهم ولقمة تسد جوع أطفالهم وتعليم جيد وصحة تسري في عروقهم بفضل خدمات صحية مميزة. هل هذا هو الربيع العربي الذي بتنا في توأمة معه منذ أن هبت رياح التغيير على بعض كراسي الحكم العربية ؟! أم هل هو امتداد لما حدث بعد هذا الربيع أم نسميه خريفا لنكون أدق في الوصف تحديدا؟! لماذا لم يهنأ أي بلد عربي طافت عليه رياح هذا الربيع بعد أن أكملت سيرها إلى بلد عربي آخر؟! فقد بتنا ننتقل من بلد لآخر ولا يسعنا نتألم مما يحدث في دولة حتى تفاجئنا دولة أخرى بنفس الشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) فهل كانت مهمة الشعوب العربية هي إسقاط أنظمتها والاحتفال ليلة دون تخطيط لما بعد هذا الإسقاط غير المحمود عواقبه؟! رأينا تونس وبعدها مصر وتوالت بعدها بعض الشعوب التي حاولت إسقاط أنظمتها مثل سوريا التي للأسف الكبير تدفع فاتورة ضخمة نتيجة انتفاضة بدأتها في أول ستة شهور ثورة ثم انقلبت إلى فوضى وحرب شوارع ثم تقسمت إلى حصص دول كبيرة تريد هي أيضا أن تحقق مصالحها الخاصة على حساب شعب عربي سوري يقتل كل يوم ويشرد كل يوم ويهجّر كل يوم ويُعذب كل يوم ولا إحساس من أحد كما هو الحال في اليمن الذي يقاسي هو الآخر الأمرين ما بين شرعية ضائعة ووحدة على شفير كتابة الحلقة الأخيرة منها واليوم تنتفض شوارع العراق إلى غير ما نود ونسعد به وكل ذلك تحت المطالب الموحدة لجميع الشعوب الثائرة وهو تحسين الاقتصاد والخدمات والحياة المعيشية ولا نملك نحن سوى أن ندعو بدعوتين وهما أن يحفظ الله قطر أمنها وأمانها واستقرارها وأرضها وسماءها وبرها وبحرها وسائر العالم العربي والإسلامي وأن يمن الله على هذه الدول باكتمال أطواق النجاة لها وأن تعيد بناء أرضها بما يؤمن لها المستقبل الذي يجب أن تفكر كل حكومة بالشعب فقط وليس بما يمكن لكرسي الحكم أن يجلب من مصالح !. ◄ فاصلة أخيرة: حفظ الله وطننا العربي الكبير من الخليج إلى المحيط.. اللهم آمين.   [email protected]