17 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثنا في الحلقة الأولى عن جانب المجتمع المدني ويتصل الحديث اليوم، ليشمل الجانب الثاني: أهمية مفهوم السياق.CONTEXTأو MAINSTREAMوكيفية ممارسة المجتمع لحريته من خلال السياقات التي ينتجها. هو اتجاه عام ينتجه المجتمع للشعور بالحاجة إليه لو تحدثنا عن أهم السياقات في المجتمع العربي سنجد أن سياق الاستبداد أعمق هذه السياقات وأكثرها تجذراً ويمثل قطعا رأسيا أو عموديا في التاريخ العربي والإسلامي. وهو رديف لسياق العنف، كذلك سياقات أخرى ناتجة عنهما كسياق العصبية والقبلية، وسياق الريع أيضا بعد ظهور الدولة المشوهة في المنطقة. هذه أهم السياقات؛ حيث إن أهمية فهم السياق تتمثل في أن المجتمع إذا ما تُرك دون قهر وإخضاع يقوم بدور ممارسة من خلال عمليتي الاختيار والإعدام في سياقته بطريقة تلقائية، وبهذه العملية يتقدم ويتطور، وهذه العملية تبدو واضحة في المجتمعات المتقدمة حيث التاريخ سيرورة إلى صيرورة لا تلبث أن تتحول إلى سيرورة أخرى عندهم» يصير» PROCESSبينما عندنا «صار» لذلك نجد علمانية جامدة، كما كانت في الدول الشيوعية إلى علمانية تقبل بالدين، كما هي في أمريكا حيث يمكن للرئيس الذهاب إلى الكنيسة كل يوم أحد وفي بريطانيا الملكة رئيسة الكنيسة الإنجليكانية إلى علمانية تحارب الرمز الديني، إلى علمانية تحويل الدين من المجال العام إلى المجال الشخصي للأفراد. هذه كلها سياقات يتطور من خلالها المجتمع في علاقته بالدولة. لكن نظراً لطبيعة نشوء الدولة في عالمنا العربي وفي منطقة الخليج بالذات حيث استلزم الأمر وجود الدولة دون مرورها بتعرجات وسياقات تجعل منها دولة لجميع دياناتها وأفرادها عكست هذا الأمر، فأصبحت الدولة هي من ينتج سياقات داخل المجتمع، وهي حالة استبداد، عكس أن ينتج المجتمع سياقاته وهي حالة حرية أو ممارسة للحرية، فنحن حالة تاريخية معاكسة. المجال الثالث: مجال الدولة كإطار عام محايد.. كان تفكيري حتى وقت قريب هو أنه لا سياق حقيقي في المجتمع العربي أو الخليجي يؤدي إلى ظهور تيار علماني بل كنت أعتبر أن كلمة علمانية ليست سوى مرض أصاب لغتنا العربية من زيادة الحديث عنها مع عدم وجودها كطائر العنقاء الأسطوري. الذي نسمع عنه ولم نره بعد. يتبع غداً [email protected]