12 سبتمبر 2025

تسجيل

غابت فغابت كرتنا

03 أكتوبر 2016

في سنوات مضت كنا نتابع وبشدة البطولات الخليجية والعربية بشكل كبير، وكنا نهتم بها وننافس عليها ونعد لها الإعداد الأمثل، وكانت أنديتنا ومنتخباتنا تجتمع في بطولات مجمعة هنا وهناك للتنافس الشريف، وكنا في ذلك الزمن نملك القوة الفنية في آسيا وننافس على بطولاتها وألقابها ونقدم مستويات قوية ورائعة ونشكل ثقلاً فنياً، بل وكان لدينا نجوم نطرب كثيراً لما يقدمونه داخل المستطيل الأخضر، ولكننا للأسف مرت علينا سنوات حاربنا فيها بطولاتنا ووصفناها بأنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وطالب البعض بإلغائها لأنها تربك العمل الكروي وتتعارض مع البطولات القارية والعالمية، فلم يكن لدينا نظرة تسمح بأن نختار الخيارات الوسطية التي تبقي على بطولاتنا، وفي ذات الوقت نستفيد منها لصناعة كرة القدم وصقل منتخباتنا وأنديتنا، ومرت علينا السنوات ووجدنا أن هناك تراجعا كبيرا في مستويات المنتخبات والأندية الخليجية والعربية، ووجدنا أن منتخباتنا وأنديتنا لا تنافس بقوة على البطولات القارية والدولية، بل أصبحنا نشاهد جمهوراً عازفاً عن الدعم والمساندة بسبب كثرة الإخفاقات، فلم تعد هناك بطولات إقليمية تعوض الجمهور بالاستمتاع بطعم الفوز والتتويج حتى لو كان البعض ينظر للبطولات الخليجية والعربية على أنها دورات ودية لا تسمن ولا تغني من جوع، ومع هذا كانت تشكل فرقاً لدى الجمهور الرياضي وكانت تحظى بمتابعة وتفاعل كبير جداً، وذاك التفاعل الجماهيري هو من جعل لتلك البطولات في ذاك الزمان الجميل قيمة. اليوم علينا أن نفكر للعودة لتلك البطولات ودعمها وتفعيلها وتنشيطها، فنحن على المستوى الفني بحاجة لها وعلى المستوى الجماهير أيضاً بحاجة لها، بل هي ملتقى الشعوب اليوم الذي لابد من استثماره لزيادة الترابط والتلاحم بين الشعوب العربية والخليجية ونجعل من كرة القدم سبباً في ربط مجتمعاتنا، فتلك المدرجات نستطيع من خلالها ربط المجتمعات العربية والخليجية في ظل أعداء يسعون بكل جهد لتفريقنا.ولعلي اليوم أنظر بنظرة التفاؤل لشخصيتين خليجيتين عربيتين قادرتين على صناعة زمن جديد لكرة القدم العربية والخليجية، فالشيخ حمد بن خليفة رئيس الاتحاد الخليجي لكرة القدم والأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، كلاهما يملكان الفكر والقدرة على إعادة تلك البطولات بشكل جديد وقيمة فنية أكبر وروح متجددة تعيد لنا قوة الكرة العربية والخليجية وإيجاد الزمان والمكان المناسبين لتكون جامعة لنا، وأن تفرض على واقع نحن بأمس الحاجة فيه لها، فرسالة الرياضة أكبر من كونها منافسة داخل المستطيل الأخضر، وأنديتنا ولاعبونا بحاجة لمزيد من الاحتكاك لرفع مستوياتهم الفنية التي لا نختلف اليوم أننا بدأنا نفقد صناعة النجوم في ظل منافسات محلية اكتفينا بها فكان سبباً في تراجع مستوياتنا الفنية على الصعيد القاري والدولي، فالاتحاد العربي بدأ خطواته وننتظر الخليجي بمفاجآته.