ما بين مفهوم الأمن القومي والإرهاب

سيطر مصطلح "الأمن القومي" على مجريات منتدى الإعلام الخليجي الأول الذي اختتم اعماله في المنامة أمس الأول، رغم أن هذا المصطلح له عبارات مطاطية لا يمكن الوصول الى تعريف محدد له، فلم نعرف ما الأمن القومي المقصود، من طرحه بهذه القوة في ملتقى خليجي له خصوصيته، فاشتبهت علينا الامور، وضعنا في أتون التعريف المحدد، فهل هو الأمن المقصود هو الأمن الداخلي لكل دولة من دول الخليج العربية أو الأمن الإقليمي للدول الخليجية ذاتها، أم نشطح للأعلى فيقصد به الأمن القومي العربي أو الأمن القومي العالمي، الذي يشمل أمن أمريكا كدولة عظمى لنا معها خلافات ومصادمات في تفسير أمننا القومي؟.. وكما هو الإرهاب الذي تهنا كذلك في أتون التعريف المحدد له، والذي استعصى وضع تعريف محدد له حتى في ديباجة الأمم المتحدة، بسبب التعقيدات السياسية والدينية فأصبح مفهومه غامضاً أحياناً، ومختلفاً عليه في أحيان أخرى.. وإذا أردنا باجتهادات شخصية تعريف المصطلحين، فلن نتمكن من تحليلهما وتحديد درجة دقتهما وقياس مدى إمكانية الاعتماد عليهما، في عملية وصف وضبط وتحديد ما يمكن تسميته بالعمل في القومي والإرهابي. نعود إلى موضوعنا حول "الأمن القومي" في الملتقى الإعلامي الخليجي، حيث قال أحد المتداخلين: إن هذا التجمع يعقد على مستوى إقليمي، ويمكن القول: إن هذا يحقق أسس "الأمن الخليجي" وهو ما يتوافق مع روح الملتقى، إلا أن الطرح العام كان يسير باتجاه "الأمن القومي" العربي، وهو موضع الاختلاف في تعريف "الأمن القومي".. و"الإرهاب" الذي يرجع لاختلاف أذواق الدول ومصالحها وأيديولوجياتها.. الفترة القصيرة الماضية شهدت مواجهة مباشرة وحميمية بين النخبة من الإعلاميين الخليجيين، ووزراء الإعلام بدول مجلس التعاون، عقب اختتام اجتماعهم الحادي والعشرين في المنامة أمس الأول.. وشهدت لقاء مهماً أيضا بين وزراء الإعلام الخليجيين وسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين، الذي شدد على أهمية التعاون والتنسيق الإعلامي الخليجي، ومطالبته بأن يكون الخطاب الإعلامي الخليجي أكثر قوة ووحدة، ويعكس الموقف المشترك.. من حقنا كدول خليجية كما أوضح سمو رئيس وزراء البحرين أن نبني خطاً إعلامياً يتجاوز مرحلة ردة الفعل، إلى المبادرة في ظل ما تتعرض له دولنا من محاولات إعلامية مغرضة، تؤثر على النسيج الاجتماعي لدولنا الخليجية، وهذا هو مفهوم الأمن القومي الذي ننشده في ملتقى الإعلام الخليجي الثاني، وسلامتكم.