17 سبتمبر 2025
تسجيلتقدمت التكنولوجيا بسرعةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث وفرت إمكانية إدراج العديد من اللغات في أنظمة الحاسب، ونجد أن إحدى اللغات التي تقدم مجموعة فريدة من التحديات لدمجها في أنظمة الذكاء الاصطناعي هي لغة الضاد، علماً بأنها من أكثر اللغات انتشاراً في العالم. إن اللغة العربية لغة معقدة وذات تراث لغوي غني بالمفردات والصور البيانية، حيث تكتنز عدداً هائلاً من المرادفات، كما تحتوي خصائص فريدة ليست موجودة في اللغات الأخرى بما في ذلك: كتابة النص العربي من اليمين إلى اليسار، ووجود صيغة المثنى في الخطاب التي تختص بها اللغة العربية دون اللغات الأخرى، ووجود حرف الضاد، كما أن لديها نظام كتابة متصلا، حيث تكون الحروف داخل الكلمة متصلة، ويمكن أن تأخذ الحروف أشكالاً مختلفة بناءً على موقعها في الكلمة. فضلاً عن ذلك، فإن اللغة العربية هي لغة معقدة من حيث التصريف، مما يعني أنَّ شكل الكلمة وإعرابها يمكن أن يتغير بناءً على دورها النحوي في الجملة، وحسب السياق المطروح. لذا تسهم هذه العوامل في التحديات التي تواجه مهام معالجة اللغة، مثل: الترجمة الآلية، والتعرف على الصوت، ومعالجة اللغة الطبيعية. على الرغم من هذه التحديات، يبدو مستقبل اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي واعدًا، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لتحقيق الدمج الكامل للغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة لتحقيق الحلم المنشود. إن إحدى التحديات الرئيسة هي الحاجة إلى مجموعات بيانات أكبر وأكثر تنوعاً، بغية تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم اللغة بجميع أشكالها ومعالجتها. ومن هنا لا بد من التعاون بين اللغويين، وعلماء الحاسوب، وباحثي الذكاء الاصطناعي لتطوير حلولٍ شاملة للتحديات التي تواجهها اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال دمج الخبرات من هذه المجالات المختلفة؛ حتى تزدهر اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي. وفي الواقع، لا نستطيع الاعتماد فقط على مبادرات منفردة ومشاريع القطاع الخاص، بل يجب على الحكومات العربية أن تسعى إلى تضافُر الجهود فيما بينها؛ لتقود مشروع الذكاء الاصطناعي العربي؛ باعتباره مشروع الأمة.