14 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تختار؟

03 سبتمبر 2020

ناقش الفيلسوف الدنماركي سورن كيركيغاند ان الحياة عبارة عن سلسلة اختيارات، وبأن هذي الخيارات هي التي من شأنها أن تضيف معنى لحياتك أو العكس.. فهو لا يعترف بمعطيات المحيط أو الزمن بل ربط ماهية حياة الشخص باختياراته.. فمن رجا السعادة عليه اختيار مسببات السعادة والعكس صحيح.. وعلى نقيضه ناقش الفيلسوف الألماني مارتن هيدجار في كتابه (الوجود والوقت) أن حياة الإنسان مرتبطة بالزمن الذي يعيشه، وأن كل الأنشطة الحياتية أو اليومية يجب أن ترتبط بالموت تحت ما سماه (القدوم نحو الموت BeingTowards Death ) وإننا لا يمكننا العيش بأصالة حتى نعكس حياتنا على أفق الموت. وفي قراءتي استوقفني سؤال فلسفي طرحه علي أستاذ قدير: أيهما أسبق.. الحياة أو الموت؟. فرددت الحياة، فنحن نحيا ثم نموت ومن ثم ننشر.. فأجاب على العكس.. فنحن كنا أمواتا فأحيانا لقوله تعالى: ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) فلمَ نخاف الموت وهو أصل ما كنا عليه؟.. وهنا طُرح سؤال فلسفي آخر: أكنتي قبل الحياة في مرحلة "الموت" تخافي الحياة؟.. فأجبت باستغراب: لا.. لم أكن اعي !؟ فرد باستنكار: وهل الوعي سبب خوفك ؟ أو علمك؟ فقلت: إن لم أفعل بعلمي.. أخاف.. فختمها: إذن أفعلي.. ولا تخافي.. وقفة تأمل: هناك أناس يعيشون بلا مبالاة حياتهم اليومية بمعنى انه لا توجد قيمة فعلية لاختياراتهم تحت شعار: (كما تأتي به الظروف)، فهم لا يشكلون ملامح هذه الظروف وبل التحكم بها.. بل إن حاججتهم قد يجيبونك بأن الظروف هي من الغيبيات ولا نعلمها فكيف لنا التخطيط من أجلها ! ومنهم جماعة اختاروا عيش يومهم بساعاته، فلا تخطيط يلزم ولا طموح ترجى.. مسيئين أحيانا إلى الأدلة التي يرتكزون عليها. وهناك أناس أثقلهم كثر التفكير باختياراتهم وخطواتهم فوضعوا الخطط المستقبلية والحالية للمضي قدما، تاركين "للظروف" مساحة بسيطة للتدخل.. وقد يكون من هؤلاء الناس جماعة إن واجهتهم عقبة تؤثر على خططهم يقفون أو يسقطون، جاهلين كيف لهم أن يتخطوها.. فهي لم تعرض في خططهم ولم يديروا لها بالا".. فأصغر هذه العقبات قد تؤثر على أكبر طموحاتهم !! هل أنت ممن يلوم الناس على حياته ؟ أو ممن تقوقع خوفا من النهاية ؟ أو عمل بما يؤمن به لنهاية جميلة ؟ هل اخترت حياتك ؟ أو اختيرت لك؟ هل أنت سعيد بها ؟ ولما ؟ هل ردك قول أو فعل "خارجي" عن عمل كنت تقوم به أو تنوي القيام به؟ هل أرضيت "كل" الأقوال والأفعال الخارجية المعاكسة لما تتمنى؟ للإنسان أهداف سامية مقدسة لا تستبدل أو تهمل.. وله أهداف دنيوية تتشكل وتقاس وفق أهميتها لدى الفرد نفسه.. ما هي أهدافك؟ هل تراها وتشعر بها ؟ حققتها أم لم تفعل؟ ولما ؟ في كتاب المحارب للكاتب: دوغان جوجل أوغلو ذكر أن معرفة النفس هي أقسى حرب قد يشنها الإنسان في العالم وعندما تبدأ هذه الحرب لن تعرف للانتهاء طريق.. أستودعكم: كل يوم وكل ساعة وكل لحظة.. كفيلة لمعرفة نفسية أعمق. [email protected]