19 سبتمبر 2025

تسجيل

سيناريو الحياة

03 سبتمبر 2020

في رحلة الحياة تكون ضمن مسرح كبير من الوجوه والأبطال والكومبارس ضمن سيناريوهات لم تتوقعها.. لتكتشف أشكالا من الشخصيات والوجوه والنفسيات ؛ فمن الناس من تكتشف أنه شخصية أخرى مختلفة عند الاقتراب منه ورؤيته من خلف القناع الشفاف الذي يرتديه، ترى نقيض الشخصية التي يظهرها ويحاول التعامل بها في البداية، فالاقتراب لا يتناسب مع هذه الشخصيات لما يظهر من بشاعة في نفسيتها عند الاقتراب منها، وترى بالاقتراب ندوبا في ملامحهم وشحوب أرواحهم.. التي تحتاج سنوات للارواء والإصلاح!. ومن الناس، من تظن صعوبة في الاقتراب والتعايش والتعامل معهم وخشية بدء الحوار والعمل والجلوس معهم، لجدية وصورة تضفي عليهم الغموض ووضع الحدود، إلا ان طرق أبواب أرواحهم والاستئذان للحوار يكشف عمقا وتواضعا وأخلاقا وجمالا.. يظهر الصدق في نظراتهم ونبرات أصواتهم وتوافق أقوالهم مع أفعالهم وعمقها. ضمن مسرح الحياة الذي نتحرك خلاله يكون مفتاح الصراحة والوضوح والحوار وشفافية الروح والكلمات راحة وطمأنينة في كل أشكال المشاعر والعلاقات، من حب ومن عتب، من غضب ومن رضا، ومن أفكار توجد في عقول ونفسيات لا يصرح بها تبقى حبيسة الأعماق تتراكم.. وتكون سببا في الابتعاد.. والهجران! العتب خير من الحقد، ويغفل الانسان ما الحقد وما معناه: الحقد كتمان الكره، والغضب مرارا وتكرارا يصل ليكون كرها وحقدا وحسدا وأمراضا نفسية وجسدية تعصف بصاحبها قبل غيره، وتعبر عنها الجوارح لغة قبل حروف اللسان، وتعبر عنها الأحاسيس والمشاعر وتصل طاقة سلبية نافذة من الحاقد الى المحقود عليه أيا كان وبأي مكان كان! الحوار والجلوس والمواجهة والصراحة والعتب وفتح الروح لتنطلق حديثا صادقا، سبيلا لحفظ الود وعدم نكران المعروف ونسيان المواقف الجميلة ولحظات حلوة كانت بين ارواح وأسماء. ينسى البعض في خضم الحياة ومشاغلها ولهوه وهرولته، ينسى الانسان الذي يعيش معه ينسى ذاته وشخصيته ويتعامل بسلوك أناني، وبشكل مادي جاف، يعدم فيه الاحساس بالآخر وتغيب المشاعر، وبرؤية ضيقة لا يرى فيها ما حوله ولا يستوعبه بصورة شامله وكلية!. عندما تفكر في الآخرين وتعيش احاسيس الفرح والحزن، وتسعى بالخير والصلاح والوفاء لهم والتواجد معهم في مواقف، تجد أن رب العالمين يدخر لك الخير والصلاح في مكان آخر لا تتوقعه.. ويدفع عنك ضررا وبلاء... آخر جرة قلم: كم هو جميل ورائع التصالح والسلام مع النفس أولا ليكون سببا لتصالحها مع الآخرين والتعامل الراقي والانساني.. وكم هو رائع خلق التسامح والعفو، متى ما تخلق وتحلى بهما الانسان وجعلهما أساس تعامله وحياته، ليجد انعكاس ذلك على حياته وسلامها النفسي والروحي. وكم هو جميل تذكر الايجابيات والمواقف الإنسانية والذكريات بكل جمالها لتكون سببا لصفاء القلوب واقترابها، وسببا في التواصل والرحمة والانسانية وارتقاء الأرواح فوق صغائر الأمور..عندما تصل لمرحلة من الألم والحزن.. تدرك معنى أن تبحث عن ذاتك أولًا وتجعلها الأولى والأولى بالاهتمام حتى وأن كثرت الإزعاجات وتجهم الوجوه وغدرها ضمن سيناريو لم نختره ولكن قدر ان نكون أبطالا ضمنه !!. Tw: salwaalmulla