الارتزاق الفني

ما أن بدأ الفنان الكبير غانم السليطي تقديم حلقاته من مسلسل "شللي يصير" متزامنا مع بدء أزمة الحصار مع قطر وكنت أتوقع أن يبعد الفن والثقافة لأن ما يربطنا ثقافيا وفنيا وتراثيا هو أكثر بكثير من خلاف سياسي عابر سوف ينتهي آجلا أو عاجلا وستبقى علاقتنا بساحتنا الثقافية هي التي تجسد تلك العلاقات الاجتماعية والأسرية ولكن دول الحصار قطعت كل خيوط الصلة التي تربطنا مع بعض، فقامت المملكة العربية السعودية وبتوجيهات عليا بإقحام مشاهد في مسلسل "غرابيب سود" ومن ثم مسلسل "سلفي" وبعده مسلسل "شباب البومب" وبقدر ما انزعاجنا عن مثل هذه التصرف لكن المشاهد الخليجي تفهم أن ما تم هو بتوجيهات عليا وكنا نتمنى أن يتم إبعاد هذا المجال عن أي خلاف سياسي لكن التوجيهات كانت تصب في إطار إقحام واستغلال هؤلاء من منطلق الجماهيرية التي يتمتعون بها فكان ذلك، وفي المقابل تناول الإعلام في الإمارات موضوعات تتهم الفنان القطري بالاسترزاق، وكان هناك تقرير نشر في جريدة البيان بهذا المعنى، واتهم الفنان غانم وعبد العزيز جاسم وسعد بورشيد وفالح فايز وسعد بخيت بذلك، ولكن من يتابع ما يبث في أعمال هؤلاء مثلا في "شللي يصير" أو "سوالف بو بخيت" أو "في الصميم" أو "والله عيب" أو "رسائل سالم المنصوري" كلها لا تمس أي شخصية أو جهة إنما في العموميات وتناول الأزمة برؤية فنية بعيدا عن الشتم أو السب أو التطاول كما يعلون هم، واستغربت من كلام الدكتور حبيب غلوم في رسالته للفنان غانم السليطي وكيف أنه اتهمه بالاسترزاق عندهم وجاء يبكي للعمل في تلفزيون أبوظبي وغيرها من الأكاذيب التي رد عليها الفنان غانم في الفيديو الذي بث مؤخرا، وكانت بدرية أحمد هي الأخرى دخلت على الخط بالسب والشتم لقطر، في الوقت نفسه أيضًا بث سعيد سالم فيديو يتطاول على قطر وإعلام قطر ورموزها، من المؤسف أن نصل إلى هذا المستوى ونقحم الفن في خلافاتنا فعلا، نتساءل شللي يصير ولم كل هذا الهجوم على قطر؟! [email protected]