27 أكتوبر 2025
تسجيلوصلني من قارئ متابع لمقالاتي في هذه الزاوية وكان تفاعله مشكوراً حول القضية التي نشرتها مطلع الأسبوع بعنوان "سياسة الابتعاث بين الجزرة والعصا" تناولت فيها عراقيل قائمة تؤدي إلى عزوف كثير من خريجي الثانوية من أبنائنا من استكمال دراستهم الجامعيه، وقد عبر في رسالته عن وجهة نظره حول هذا الموضوع، وأعرضها هنا كما وصلتني مع بعض الاختصار .. ويقول فيها بالنص:- من وجهة نظري الخاصة، أرى أن هناك العديد من الشباب قد تخلوا عن الاستمرار في الدراسة الجامعية وأعرف الكثير من الشباب قدموا امتحان الايلز أكثر من 10 مرات وبعضهم 20 مرة، فقط للحصول على النتيجة التي يريدونها في الجامعة، حتى لا يفقد آماله وتتحطم أمانيه، مع العلم أن قيمة الطلب على امتحان الايلز هو 850 ريالا، فما بالك بمن قدَّم 20 مرة حتى يتمكن من الحصول على النسبة، وأيضاً مع الدورات والمدرسين التي تكلف مبالغ كبيرة جداً للحصول على هذه الشهادة، وهل من المعقول أن جميع الطلاب القطريين سيمشون على هذا السير؟! أم يبحثون عن الأسهل ويعتمدون على الترقية في الوظيفة، هنا يأتي دور المدرسة، وخاصةً المدارس الثانوية التي لم ترشدنا إلى الطريقة الصحيحة ولم تعلمنا كيفية القبول في الجامعات، حتى لا تضيع السنوات ونلجأ إلى العمل بشهادة ثانوية. ونحن في قطر وخاصةً من جيلنا وما قبلنا بدأنا التعرف على اللغة الإنجليزيه في المرحلة الابتدائية ومن الصف الخامس وكانت جديدة على الكل، وما تعلمناها منذ الصغر، بل كنا مقبلين على الإعدادية ونحن لا نعرف سوى القواعد البسيطة جداً، فالأمر الطبيعي أن تكون اللغة صعبة قليلاً؛ لأنها ليست بلغتنا الأم. في اعتقادي السبب في هذا يأتي بالدرجة الأولى على المدرسة التي ينتمي إليها الطالب، فإذا كان الطالب تخرج من مدرسة كانت بالفعل مهتمة بطلابها وحريصة على مستقبلهم فتخبرهم عن كل جديد يحدث في الجامعات، وما هي المتطلبات التي يجب أن ننتهي بها في الثانوية، حتى لا تعرقل مسيرتنا الدراسية في الجامعة، هنا يستطيع الطالب السير بأمان؛ لأنه واع بما يحدث في الجامعات وماذا يريدون، والمدرسة بلا شك حريصة على سمعتها وأيضا على مستقبل طلابها. لكن، وللأسف الشديد، أغلب المدارس الثانوية هي من ضيعت الطلاب وجعلتهم يتوظفون على شهادة الثانوية بسبب سوء المعاملة وعدم توعية الطلاب بما سوف يحدث في مرحلة الجامعة، فهم المسؤولون عن الذي حدث، الكثير من الطلاب لم يجتازوا مرحلة التأسيسي في الجامعة، ولجأوا إلى العمل في الدوائر الحكومية بدون شهادة جامعية. أتمنى من جميع المدراس أن تهتم بطلاب مرحلة الثانوية العامة وأن يتم توعيتهم من البداية بجميع متطلبات الجامعة، وأن يستعدوا لها، حتى يكونوا جاهزين لحظة التخرج، وهذا الشيء يحتاج إلى مراقبة ومتابعة من المسؤول الأكاديمي في المدارس وأيضاً من مدير المدرسة، والمطلوب التخفيف من متطلبات الجامعة؛ لأننا بالفعل نريد أن ندخل في دراسة التخصص والانتهاء منها والبدء في العمل وخدمة بلادنا ولا نقضي سنوات فقط للتأسيسي أو متطلبات الجامعة. "موضوع مصير خريجي الثانوية مهم جداً، وعند طرحي له كنت أتوقع أن هناك تحركا قد حدث وأن أمر تسهيل متطلبات الجامعة قد طبقت، لكن للأسف لم يحدث شيء، ولا زال التأسيسي هو المعيار للجامعة".. وسلامتكم.