11 سبتمبر 2025
تسجيلالتزمت "رؤية قطر 2030" بأن تحفظ دولة قطر التراث الوطني وتعزز القيم والهوية العربية والإسلامية، من خلال تحقيق التوازن الصحيح بين التحديث والحفاظ على ثقافة البلاد وهويتها العربية. والتحديث ليس صراعاً بين القديم والجديد، بل علينا أن نتمسك بما نريد من إرثنا الثقافي القديم، ونقتبس من الحديث ما يتناسب مع ثقافتنا وديننا وهويتنا لتحقيق معاصرتنا. ولا تكمن المشكلة في مسألة القديم والحديث، ولكنها تنبع من اختياراتنا وتعصبنا وجهلنا وانجرافنا دون تفكير، وقد حث القرآن الكريم على التفكير في مواضع عديدة، فبالعقل والتفكير نستطيع تحقيق التوازن بين التحديث والأصالة لنخلق "ثقافة وطنية مناسبة" تجمع بين الأصالة والحداثة، بحيث تحافظ على هويتنا وتجدد طاقتنا، لأن ثقاقتنا ليست منغلقة كما أنها ليست مستوردة أو منقولة، بل الثقافة العربية تعتمد على الإبداع، حيث تعد من أغنى الثقافات العالمية. وخلق توازن بين التحديث والأصالة، مع وجود التحديات التي تواجه المجتمع، معادلة صعبة ولكن ليست مستحيلة، حيث يتطلب هذا الأمر قرارات جريئة وشجاعة، للعمل على رقي ثقافة شعوبنا وتنميتها، خاصة أن وتيرة التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مجتمع صغير تضع المعادلة على المحك. والحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إغلاق الباب أمام التحديث والتجديد، بل خلق ثقافة تواجه المتغيرات والتحديات، حيث إننا على يقين بأنه لا يمكننا العودة الى الوراء. فالتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتركيبة السكانية والثورة في عالم الاتصالات والنقل والتكنولوجيا، جعلت دولة قطر أكثر انفتاحاً على العالم، وهذا يتطلب توازناً بين الحياة الحديثة والقيم والتقاليد والتمسك بالمكونات الأساسية لثقافتنا؛ وهي اللغة العربية والإسلام. وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع فهم هذه المعادلة حتى تستطيع تحقيق التوازن المطلوب، بالمشاركة والتواصل مع جميع الأطراف والفئات في المجتمع، وعليها ربط جميع الاستراتيجيات والمشاريع على أساس المفهوم الثقافي الذي يجمع بين التحديث والأصالة، والاستمرار في الدعم المالي اللا محدود للمشاريع الثقافية من جهة أخرى، حتى نستطيع الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا العربية والإسلامية. ولكن هل لدينا الجرأة والشجاعة الكافية لنعترف بالأخطاء والسلبيات ونقاط الضعف لنحاول استدراك أخطاء الماضي وإصلاحها قبل فوات الأوان؟