11 سبتمبر 2025
تسجيلهل تركيا بلد عنصري ؟! دعونا نسأل هذا السؤال صراحة ونجيب عنه بشكل أكثر صراحة ففي الوقت الذي تتعالى الأصوات فيه اليوم بمقاطعة تركيا نتيجة بعض التصرفات (الفردية) للعرب هناك سواء من المقيمين أو السياح وحوادث تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي تدل على أن هناك فعلا من يتصيد للعرب ويسيء لهم لفظا وفعلا كما حدث مع المواطن اليمني الذي استطاع ببسالة أن يصد هجوما شرسا من قبل 50 مواطنا تركيا تكالبوا عليه في إسطنبول بعد أن كبرت الحادثة من مجرد شجار عادي بين أطفال العائلة اليمنية وطفل لعائلة تركية في لعب داخل المجمع السكني الواحد الذي تعيش فيه العائلتان إلى معركة تدخل بها مواطنون أتراك من خارج المجمع هجموا هم أيضا على والد الطفل اليمني الذي حاول الفرار من هذا الجمع الكبير دون أن يتفهموا سببا لكل هذا أو يحاول أحدهم أن ينوء بنفسه عن شجار أطفال عادي تطور ليدخل الكبار ويتجمهروا على المواطن اليمني بصورة اعتبرها المراقبون بأنها وحشية لا تليق بالإنسانية التي من المفترض أن تكون حاضرة بغض النظر عن الجنسية والدين والهوية واللغة وفي المقابل لم يتحدث أحد عن إنسانية أتراك تدخلوا ليكونوا حاجزا وحائطا بشريا بين هؤلاء المعتدين وبين المواطن اليمني مستنكرين هذا الهجوم غير المتعادل بين الفئتين ناهيكم عن خروج مواطنين أتراك في مقاطع حية يعتذرون عن هذا الهجوم غير المبرر وغير المنصف بحق هذا اليمني الذي واجه لوحده خمسين شخصا يضربون بالأيدي والأقدام ويحاول كل منهم الظفر به لينهال عليه ضربا وركلا ولكما للأسف بينما تدخلت سفارة الجمهورية اليمنية في أنقرة بعد انتشار هذا المقطع غير الإنساني منوهة بالعلاقات اليمنية التركية وزار سعادة السفير اليمني منزل الطفل ووالده ليطمئن عن وضعهما الصحي مشددا على ضرورة التقيد بالقوانين التركية دائما. إلى هنا يبدو الأمر عنصريا وحقودا جدا في مجمله ولكن أليست العنصرية موجودة في كل بلد ؟! أليس المثل القائل ( يا غريب كن أديبا ) هو مثل عربي يطلق على من يتجاوز في كل بلد هو ليس من مواطنيه قوانين البلد الذي يعيش فيه ؟! ألسنا في المنطقة العربية نتكلم عن حق المواطن دائما وأن ( الوافد ) لا يجب أن يأخذ من حقوق تعد حقا مميزا للمواطن فقط حتى وصل بالكثيرين لأن يتمادى في إجهاض حق الوافدين والمقيمين بصورة مقززة ؟! أليست هذه عنصرية مقيتة أم أن العنصرية ألوان تهوون منها ما تهوون وترفضون منها ما ترفضون ؟! أليست هذه عنصرية لفظية تضاهي العنصرية الفعلية التي قام بها الأتراك أم أنها لديكم درجات ؟! لا يا سادة فالعنصرية واحدة كانت قولا قاسيا وتحريضا أم فعلا ملموسا ومحسوسا وهذا كله موجود في كل بلداننا العربية ولكن لأننا نرى ما هو أبعد منا بأمتار ولا نرى ما هو يمشي من تحت أقدامنا بأشبار رأينا تركيا عنصرية ورأينا أنفسنا (هارون الرشيد) في عدله وحكمه ولكن لو تمعنا قليلا فنحن أيضا عنصريون بأي شكل من الأشكال ولتأخذوا لفة طويلة في تويتر فقط لتتيقنوا من لغة التمييز الفوقية التي تصدر من بعض آلاف المغردين ضد وافدين وأجانب يعيشون في دولهم لا يتجاوزون قانونا ولا يخلون به ومع هذا يرى هؤلاء أن لقمتهم حرام عليهم في صورة عنصرية تفوق الضرب فعليا أفليس هذه عنصرية سوداء لم يأت بها ديننا ولا إنسانيتنا ولا أعرافنا ولا مبادئ النخوة العربية فينا ؟! وأنا أتفق أن هناك بعض شرائح من كل مجتمع أوروبي وغربي وأجنبي لا يستهويهم منظر العرب والخليجيين في بلادهم ولكن هذا الأمر يحدث لنا أيضا ويستاء منه كثيرون ولذا لا تخصصوا العنصرية على بلد ولا تعمموه على شعوب محددة فإن منا من يغلبهم في هذا بألف خطوة !.