14 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان كيفما، وأينما كان على كوكبنا يحتاج الزاد والقوة والدافع ليتحرك وينجز ويبدع.. يحتاج من يقف بجانبه في خطواته الأولى بوجوده على كوكب الأرض كي لا يتعثر ويسقط، في كل مراحل عمره وحياته يحتاج من يقف معه ليهنأ.. ينعم بجمال أيامه ومن معه، قد يتصور البعض بأنه لن يحتاج لأحد يرافقه في سفر أو مغامرات.. فلا بد سيأتي يوم ويحتاج لمن يقف بصدق وحب وإخلاص معه. الإنسان عبارة عن روح حية نابضة بأحاسيس ومشاعر.. وخلجات كثيرة تتحرك وتسبح في أعماق هذه الروح.. أرواحنا تحتاج دوماً لمن يطمئنها، لمن يزرع الثقة فيها.. تحتاج من يجيبها على أسئلتها الكثيرة الباحثة عن إجابات في النفس وعقول بشر وليس ضمن دفتي وأغلفة كتب!.. تحتاج الروح من يسكن ويهدئ روعها لطول زمن حيرتها وبحثها. الروح الشفافة تظل دوما بحاجة لمشاعر صدق وحب.. مشاعر نقية حولها لتحيا وتقف وتستمر.. فالنفس البشرية تحتاج لإرواء ليعيد الحياة لجفاف شاءت الظروف أن تصل لأعماقها رغماً عنها.. تحتاج لأن تمضي.. تحتاج للكلمة.. الكلمة واللمسة الحانية لتتعامل وتعمل وتحيا. ظروف الحياة تضع في دروبنا أشكالا من البشر سواء في البيت أو العمل.. ودروب وأرصفة عدة، نصادف من ضمنهم أشكالاً من البشر يتصفون بالبخل والشح في رفضهم وتماديهم.. وإصرارهم في عدم منح الكلمة المشجعة والكلمة الطيبة حتى وإن كانت بسيطة.. كـ شكر.. فهذه الكلمة تفتح آفاقاً للإنسان وتمنحه دفعه للمضي والإنجاز وإنعاش روحه للعمل والحياة والابتكار والتفاؤل. من الناس من يتعالون ويتكبرون عن البوح بما يكتنف أعماقهم وما يكنونه من مشاعر تجاه غيرهم.. وكأنّ بوحهم وانسياب مشاعرهم جرم اقترفونه! أو يظهرهم بمظهر الضعف!.. ومنهم من يقيد مشاعره بوضعها في صندوق ويحكم إغلاقه بالسلاسل الحديدية يسعى لركنه في ركن ما في أعماقه كي يحول دون وصول الآخرين إليها!.. أو كي يحرص دون تبذيرها وسرفها يمنة ويسرة لمن لا يستحقها!.. ومنهم من يعطي بكرم وسخاء من مشاعره ولكن عطاءٌ في أرض بور لا يُرتجى منها ثمر ولا شجر ولا حتى عشب!.. ويحرم من يستحقون هذا العطاء ولو بنظرة حانية وكلمة حلوة تسعدهم وتعيد التوازن والهدوء والاستقرار لأرواحهم. تجد من الناس من كان للبخل حلة ورداء.. يرتديه بشكل دائمٍ.. أو أديم لون أجسادهم وسلوكهم وأخلاقهم وتعاملاتهم.. بخلٌ في عدد الكلمات الممكن أن تصل كذبذبات لأسماعنا.. شحٌ في ساعات الجلوس الممنوحة لنا.. بخل في إمعان النظر في أمورنا!.. ليكونوا بخلاء كيفما أرادوا أن يكونوا في أموالهم ومنحها.. ولكن كأعضاء في الحياة وفي الأسرة والعمل ليس من حقهم منع الحق الإنساني للإنسان الذي يتطلبه دورهم ولا حرمان من معهم من كرم عطائهم المعنوي حتى وإن لم يملكوا تلك الميزة والقدرة على العطاء المعنوي.. فكما يقال: «فاقد الشيء لا يعطيه».. فلم يعتادوا على كيفية العطاء والمنح والسخاء دون حدود.. فهم لم يحيوا ضمن بيئة وجو يوفر لهم التعامل بذلك العطاء. ● آخر جرة قلم: السفينة لا تبحر بأشرعتها ما لم تحركها الرياح والأمواج.. والأرض لن تمنحنا الخضرة والثمار والجمال ما لم نعتن بها ونرويها. هكذا هو الإنسان.. يحتاج للحب والتعامل بحب، يحتاج الاحترام والإحساس بالأمان.. يحتاج الكلمة الحلوة والتشجيع المعنوي.. يحتاج الإجابة عن أسئلة ترافق سنين عمره.. يحتاج لكلمات طيبة ثرية في معناها حتى وإن كانت قليلة في عددها.. أثر التعامل بحب وصدق واحترام وإنسانية وبالكلمة الطيبة الصادقة لكل إنسان ومختلف الأعمار.... أثره كبير جدا بالنفس.. حتى وإن وصل الإنسان لأعلى المراتب وملك الثروات.. ومن يقول غير ذلك فقد طرق الغرور والمرض باب قلبه.. الإنسان كائن اجتماعي يطلب الحب والكلمة الحلوة متى كان طفلا وفي كل مراحل أيامه وحياته.