31 أكتوبر 2025

تسجيل

العيد لم يكن عيداً

03 أغسطس 2014

لم تقو يدي على الإمساك بالقلم الاسبوع الماضي لأبدأ بالكتابة عن العيد وكيف عاد وسيعود! لأنني أدرك أن هناك في الجزء الأهم من جسم الوطن الكبير، في القلب تعيش "فلسطين" حيث يدمر جزء منها ويقصف، وهناك أطفال دفنوا تحت الدمار وأنقاض المنازل التي انهارت على أهلها نتيجة القصف العشوائي من العدو الإسرائيلي على أهل غزة، ومنهم أطفال تقطعوا أشلاء حملها والديهم بكل اضطراب وهذيان تتقطع قلوبهم حسرة وألماً، وغيرهم من رأى مقتل أسرته أمام عينيه ووقف يصرخ وينادي وتذهب صرخاته هباءً وسط أصوات القصف وصفارات سيارات الإسعاف التي تحمل الجرحى وبقايا الموتى!!صورة مفزعة مخيفة لجزء مهم من قلوبنا يدمر، يقضى عليه، وليس في اليد حيلة والكبار يدورون في حلقة مفرغة من المباحثات والجولات المكوكية وهم لا يدركون معنى الألم الذي تعيشه تلك الأسر والأطفال وكبار السن.نحن نتحلق حول موائد الإفطار العامرة بكل ما لذ وطاب، وسخرت لها المطابخ للقضاء على جوع يوم واحد، وهناك يفطرون على صراخ أطفالهم ليس من الجوع بل من الألم وصورة الاحتضار ترتسم على وجوههم من جراء القصف.كيف نكتب عن العيد، وفرحة العيد وسعادة أطفالنا وأقرانهم يدفنون وهم مازالوا يرضعون من أمهاتهم، ومنهم من لم يكمل قطعة الخبز التي كان يتناولها، وتلك الصغيرة التي تلعب بدميتها التي تقطعت معها أشلاءً؟ّ!العيد كما يقال "فرحة"، ولكن لم تعد هناك فرحة بل غصة تجعل الحلق مليئا بالمرارة والحق يقال رغم مظاهر العيد، وتلقي التهاني بهذه المناسبة ومد موائد العيد المليئة بالحلويات والفواكه أشكالاً وألواناً، إلا أن الكل كان يتذكر في كل لحظة ألم أطفال وأسر غزة الذين لم ننساهم وطوال الوقت في شهر رمضان وقبله لم يقصر أحد في مد يد المساعدة بالمال وكل ما تجود به نفسه من أجل إنقاذ غزة، ولم نكن قادرين على سماع من ينادي بهذا الانقاذ في المساجد والمجمعات إلا ونسرع لمد يد المساعدة والدعم.لقد مر العيد، وستمر أعياد أخرى، ولكن لن يكون هناك عيد سعيد وفرحة كبرى إلا بإيجاد الحل اللازم لإنقاذ فلسطين من براثن المعتدين الصهاينة، وإيقاف ذلك العدوان الشرس على غزة الصامدة التي تتلقى الضربات دون غيرها لأن فيها قوما جبارين يقاومون الأعداء ولا يرضون ان يرضخوا لطلبات المعتدين ومن في زمرتهم من الكبار!! وإذا ما تحقق ذلك فإن العيد الكبير سيقدم ونتزين له ونفرح ونتبادل التهاني بصدق، وليس بقلوب مليئة بالألم والحسرة على ما يجري هناك في غزة.. ولا يمكن أن ننسى جهود بلادنا الغالية قطر بدءاً من قيادتها الحكيمة في سبيل إيجاد الحل السليم لإنقاذ غزة وسعيها مع الأشقاء والأصدقاء في سبيل ذلك، بالإضافة إلى أيادي الخير التي تمتد لمساعدة غزة وإيصال المعونات العينية لهم والطبية، واستجابة الشعب القطري للنداءات لإنقاذ غزة، فالكل ساهم ودفع من ماله بدون من منا ولا أذى من أجل أن تصل المساعدات للأطفال والأسر في غزة، ودعم المقاتلين الصامدين هناك! وحقا هي قطر كعبة المضيوم!!ونسأل الله عز وجل أن يمن على غزة بالأمن وينقذها من شر الأشرار المعتدين ويهدي الكبار من أجل إنقاذ غزة.