12 سبتمبر 2025

تسجيل

شكـرا وزارة العمـل

03 يوليو 2022

كان من الرائع فعلا أن تقوم وزارة العمل بالدوحة بإصدار القرار المتعلق بعمل مندوبي شركات التوصيل على الدراجات النارية في فترة النهار وحين تشتد حرارة الجو وتلسع أشعة الشمس كل من يسير تحتها دون ساتر يحميه حينما قررت أن يتم منع عمل هؤلاء على متن الدراجات النارية من الساعة العاشرة صباحا ولغاية الساعة الثالثة والنصف عصرا حتى تاريخ 15 سبتمبر بمشيئة الله حرصا عليهم من ما يسمى بالإجهاد الحراري الذي يسببه طقسنا بالغ الحرارة في الصيف ورغم أن هذا القرار كنا ننتظره من أصحاب هذه الشركات التي كان يجب أن تكون أرحم من غيرها وأسبق من وزارة العمل في تخصيص سيارات نقل صغيرة لتوصيل الحاجيات سواء الأطعمة أو المواد الاستهلاكية أو أي حاجيات باتت برامج التوصيل تزخر بها تقي بها هؤلاء المندوبين من حرارة الشمس ولهيب الصيف إلا أننا باركنا جميعا كمستهلكين وجمهور هذا القرار الذي من شأنه أن يعزز حرص الدولة على العمال الذين تقتضي الحاجة للعمل تحت أشعة الشمس الحارقة حتى وإن كانت على متن دراجات نارية تظل مكشوفة ولقمة سائغة للحر والشمس من أن تفتك بعافية راكبها مهما حاول تفاديها كما من شأنه أن يعزز تنامي حقوق الإنسان في قطر من خلال هذا القرار الذي لقي أيضا معارضة لا إنسانية من بعض المطاعم التي رأت أنها سوف تخسر من هذا القرار وسوف تتقلص مبيعاتها بنحو النصف بسبب عدم توفير بعض الشركات الخاصة بالتوصيل للسيارات المجهزة لنقل الطعام وغيره من التاجر إلى المستهلك لا سيما وأن هذه الشكوى قد قابلتها بعض من هذه الشركات أيضا بالتململ حيث إنها سوف تعيق سلسلة خطتها في العمل التي كانت تُنفذ بالسرعة المطلوبة من خلال الدراجات النارية كونها أسهل في زحمة الطرق وأضمن لوصول الطعام سريعا دون تأخير ناهيكم عن التبرم الذي صدر من كثير من الجمهور المستفيد من توصيل حاجياتهم من خلال شركات التوصيل بغض النظر كيف تصل أغراضهم وبأي صورة كانت ولذا فقد واجه كثير منهم هذا الاعتراض بتهم تتعلق بعدم شعورهم بهؤلاء العمال المساكين الذين يتحملون فوق طاقتهم من تحمل الحرارة الشديدة وأشعة الشمس الحارقة وخوذة رأس خانقة وحقيبة ظهر ثقيلة لإيصال هذه الحاجيات من الأطعمة وغيرها للبيوت بكل سلامة ودون تأخير وأنهم لا يمكن أن يشعروا بما يشعر به هؤلاء العمال إلا إذا تبرع أحد منهم بالعمل ساعة واحدة فقط في نفس ظروفهم ليشعر بقيمة قرار وزارة العمل المنصف لهم رغم أنه قرار قد يجعل الشركات تقلل من كادرها بسبب تقليص ساعات العمل وربما عدم جاهزيتها في توفير سيارات صغيرة يمكنها أن تحل مكان الدراجات النارية خلال الساعات المقرر عدم الخروج بها ولكني على ثقة بأن الحفاظ على حياة هؤلاء من ضربة شمس قاتلة أو هبوط حاد في الدورة الدموية أو غيرهما من الأعراض والحالات التي يمكن أن تتسبب بها أشعة الشمس الملتهبة لدينا أهم بمليون مرة من أي شيء يمكن أن يسوقه المعترضون على هذا القرار الذي كما قلت أعلاه كان يجب أن يصدر من كل شركة لعمالها ومندوبيها عوضا عن انتظاره وإبداء الاعتراض المتحفظ عليه الذي لا يمكن الآن أن يجدي بعد أن بدأ القرار في السريان وخلت الشوارع من هذه الدراجات النارية المكشوفة التي تحمل في الأول والأخير إنسانا عليه وعلى جهة عمله الحق في المحافظة على صحته وحياته بغض النظر عن المردود المالي الذي يزيد أو ينقص وهو قرار وإن سبقتنا له دول لا سيما دولة الكويت الأولى في إصداره إلا أننا نظل كذلك حريصين على الإنسان لدينا بغض النظر عن هويته وجنسيته وعمله ودينه فهو إنسان في النهاية.. شكرا وزارة العمل. [email protected] @ebtesam777