17 سبتمبر 2025
تسجيلمشهد جميل شاهدته اليوم في المطار أب وقد خط الشيب شعره مع زوجته وأولاده الذكور وبنت واحدة نزلوا من السيارة فرحين بالرحلة التي خططها لهم والدهم ويتبادلون الحديث والابتسامة لا تفارق مبسمهم ابتسمت في داخلي وأنا أتذكر أبنائي عندما كنا نخطط للسفر في الإجازة وفرحتهم والخطط والأمنيات التي كانوا يحملونها. إنها الإجازة الصيفية التي ينفض كل منا متاعبه طوال العام من الدراسة والمذاكرة والعمل طوال الأسبوع والمسؤوليات الكثيرة التي تحجم من أوقاتنا وتحرمنا من الاستمتاع مع أسرنا أغلب الوقت وتجعل الأبناء لا يرون والديهم إلا في سويعات قليلة، إذا الإجازة فرصة كبيرة لنا ولهم نقضي الوقت معهم نستمع لهم نستمتع بما نشاهد في البلاد التي نسافر إليها، نجد الوقت لتسرد الحكايات ومغامرات الأبناء في المدارس وشقاوتهم مع أقرانهم، نستمع إلى مخططات الابن الكبير الذي تخرج من الثانوية والجامعة التي سيلتحق بها والآخر الذي سوف يتبعه وأمنيات البنت في مستقبلها وأحلامها. نجد الوقت في أمسيات السفر للجلوس معا وتبادل الكلام والمشاركة بلعب الورق أو الألعاب الإلكترونية والتجمع على موائد أوقات الطعام الثلاث، تتأمل الأم ملامح أبنائها وما طرأ عليها من تغييرات تسعدها، وتمر الأيام بالاستمتاع بما في البلاد التي نحن فيها ومناظرها الطبيعية والتسوق وتمر الإجازة بكل سعادة، صورة جميلة لكيفية قضاء أفراد الأسرة إجازتهم في الخارج. ولكن كيف إذا لم تتح الفرصة للسفر فكيف تكون الصورة، نستطيع نحن كوالدين أن نجعل أشهر الصيف تمر سريعا بمتعة عندما نخطط لها، فالصغار يمكن تسجيلهم في النوادي لممارسة هواياتهم أو حجز يوم أو يومين في أحد الفنادق أو المنتجعات والا يمكن وضع خطط للجلوس في البيت وممارسة بعض الأنشطة واجتماع الأسرة على سفرة واحدة والاستماع إلى الأبناء في جلسة مسامرة ومناقشة حرة وحوارات بالإضافة إلى اصطحاب الأبناء إلى الشواطئ المتاحة للتمتع بالسباحة وقضاء وقت ممتع، وإتاحة الفرصة للقراءة في مكتبة قطر الوطنية سواء الكتب والروايات، وإعطاء الأطفال فرصة لظهور هواياتهم بالرسم والفنون والرياضة وغيرها بمحاولة التخفيف من الاعتماد على قضاء الوقت على شاشات الآيباد والتليفون أو اللاب توب، ومن خلال ذلك قد نكتشف أن هناك قصورا لدى أبنائنا يمكن معالجته. وقد يقول قائد هذه صور مثالية لا يمكن أن تحدث، ونقول لها إنها موجودة إذا كانت هناك مساحة من الحوار والنقاش والتوصل لحل مع الأبناء وتربيتهم على ذلك منذ الصغر، وتعليمهم الاحترام والتقدير لمن أكبر منهم والعطف والحنان للصغير وقبل كل شيء تعليمهم دينهم الحنيف ومبادئه وتعليماته التي لا شك أنها ستكون الأساس في بناء شخصيتهم ومستقبلهم. نعم إنها صور مثالية ولكن نستطيع أن نحقق ولو جزءا كبيرا منها لتكون صورا جميلة يسعد بها الجميع ولو بأقل التكاليف.