27 أكتوبر 2025
تسجيلتعدد الاتحادات والروابط الإسلامية العالمية لا تتعارض بل تتساند لأن هذه الاتحادات والكيانات صورة من العمل المجتمعي الذي ينهض بالأمة، ففي الاونة الاخيرة ازدادت نوعية واعداد مثل تلك الاتحادات والمنظمات والمؤسسات وباتت تشكل رقما لا يستهان به، فمنها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والاتحاد العالمي للمؤسسات الإنسانية ورابطة التربويين ورابطة علماء المغرب والرابطة العالمية للحقوق والحريات والهيئة العالمية للسنة ومنتدى المفكرين المسلمين.يضاف الى تلك الاتحادات الاتحاد العالمي للدعاة الذي انطلقت اول اجتماعاته من الدوحة واتخذ الدوحة مقرا له وعين الأمين العام منها واعلن في المؤتمر الاول عن توجهاته التي تتلخص في ترشيد طاقات الدعاة وتطويرها وتوجيهها وتوحيد كلمة الدعاة في النوازل التي تحلّ بهم، وتدريب الدعاة وتأهيلهم للتعامل مع المجتمع على كافة المستويات النفسية والاجتماعية والعلمية والمهارية.الاتحاد العالمي للدعاة كونه منظومة دعوية بقي حتى الان مغيبا ولم نسمع له صوتا وهو في بؤرة الاحداث والازمات التي تمر بها دولة قطر، وموقفه الراهن يخالف المباديء التي اسس عليها والمرتكزة على جمع دعاة العالم من أهل السنة لتوحيد صفوفهم وتوحيد كلمتهم في النوازل، الا ان هذا الاتحاد ومن موقعه في الدوحة اضحى بعيدا كل البعد عن مرتكزات اهدافه المعلنة التي تهدف إلى كشف الشبهات وتحذير الأمة منها والعمل على التكامل مع روابط الأمة واتحاداتها وخلق شراكات وكوادر مؤهلة ومؤسسات متميزة تنير الطريق وتقوم اعوجاج الناس.للاسف الشديد خلا اسم الاتحاد العالمي للدعاة من موقعه في قطر من قائمة اسماء المنظمات والاتحادات وعلماء المسلمين الذين وقعوا على بيان استنكار للحصارَ الظالمَ الذي فرض على دولة قطر من بعض الدول دونَ بيِّنةٍ واضحةٍ ودونَ ذريعةٍ مستساغةٍ شرعًا ولا عقلاً، وقد أسفوا أشدَّ الأسفِ للبياناتِ التي صدرتْ عن هيئاتٍ ومؤسساتٍ دينيةٍ تؤيِّدُ هذا الحصارَ الظالم، بل ورفضوا هذا الحصارَ ورأوه حرامًا قطعًا، ولم يرد اي ذكر لاتحاد الدعاة في بيان الموقعين على البيان الذي صدر منتصف شهر رمضان المبارك المنصرم، ولم يدل أمينه العام بأي تصريح مناهض ازاء ازمة يعيشها المجتمع القطري باسره، واحدثت آثارا كارثية بين الاسر الخليجية بانتشارِ الفتنِ والاضطراباتِ في المنطقةِ.علماء المسلمين في بيانهم الجليل اكدوا بكل وضوح وثقة ان الحصارُ الذي قامتْ به بعضُ الدولِ العربيةِ وعلى رأسِها السعوديةُ والإماراتُ لدولةٍ شقيقةٍ وشعبٍ مسلمٍ هو حصارٌ محرَّمٌ شرعًا، يَزيدُ إثْمُهُ في شهرِ الرَّحماتِ والبَرَكاتِ، والمشاركةُ فيه لا تجوزُ بأيِّ وجهٍ من الوجوه؛ إذ الضررُ ممنوعٌ، وإيقاعُ السوءِ والأذى والضررِ بالإنسان — فضلا عن شعبٍ كامل — بلا سببٍ شرعيٍّ حقيقيٍّ هو مما حرَّمتْهُ الشريعةُ في نصوصِها المتواترةِ تحريمًا قطعيًا.الموقعون على البيان دعوا بصيغة امر وكأنه موجه لاتحاد الدعاة بان يعملوا على تغليب التضامنُ والتآخي على الحقِّ، والاهتمامُ بأمرِ المسلمين وإنكارُ الظلمِ الواقعِ عليهم وهو من صُلبِ عقيدةِ المسلمِ وأخلاقِه وشريعتِه، وغير ذلك يعد محادّةٌ للشريعةِ وحقوقِ الإنسانِ الأساسيةِ التي كفَلَتْها الشرائعُ الإلهيةُ والقوانينُ الدوليةُ. في الختام حيا الموقعون على البيان الأطراف الدولية والعلماء الأحرار الذين صَدَعُوا بالحقِّ ووقفوا موقفًا شرعيًّا في إدانةِ هذا الموقفِ الظالمِ، ونصحوا العلماء القيام بواجِبِهم في الصَّدْعِ بالحقِّ والثباتِ على المواقفِ الأخلاقيةِ.. أين موقع الاتحاد العالمي للدعاة في قطر من هذه النصيحة وسلامتكم