17 سبتمبر 2025

تسجيل

فهد الكبيسي باعثُ الأفراح !

03 يوليو 2016

فرحت جدًا – وأنا بالكويت – أن تخصص جريدة الأنباء صفحة كاملة للحديث عن تدشين الفنان القطري فهد الكبيسي لألبومه الجديد تحت عنوان (أسئلة)، وكانت الصفحة بعنوان (فهد الكبيسي مشروع فني قطري ناجح)! وأحسستُ بأن نجاح هذا الفنان الغض ينبع من كونه ابنًا بارًا بوالديه، فقد كان والده حاضرًا على الطاولة الرئيسية في الحفل الجميل المؤثر الذي أقيم بفندق (شرق) في ليلة جميلة وأثيرة من الليالي التي نفتقدها في قطر!؟ حيث تجمع حشد كبير من محبي فهد من الفنانين والمبدعين والأكاديميين الذين حرص فهد على دعوتهم وإشراكهم في فرحته، فيما يشيحُ الآخرون بوجوههم عنهم!؟ ومصدر فرحي الآخر أن الفنان فهد قدّم والده على نفسه واعترف بدوره في تأييده وتشجيعه! وكان ذلك نموذجًا للابن المؤدب المتأدب العارف بأخلاق القطريين الذين لا ينسون أهلهم وذويهم وهم يرتقون سلم الشهرة، حتى تاريخه لم أستمع إلى الألبوم كاملًا، لكنني سمعت صوت فهد الشجي وأعجبت بحرصه على انتقاء الكلمات والألحان! ولأن فهد قد وصل إلى الغناء العاطفي عبر الأناشيد أولًا، فإن المقام يسمح بأن نقترح عليه أن يعمل على غناء القصيدة العربية الفصحى، حيث نجح فنانون كبار في تمرير القصيدة العربية عبر الأغنية، وهذه مساهمة تعليمية كبرى منهم في تأصيل اللغة العربية والحفاظ عليها، وردًا على الدعاوى التي تردد أن الأغنية تلهي الناس عن أمورهم الأخرى!؟ كلنا سمعنا الكلام الجميل الذي شدت به أم كلثوم، حيث تأكد اللغة العربية السليمة لدينا عبر ترديد الأشعار التي غنتها، فكلنا يذكر: هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض ٍ من الزمان ِ وآتِالهوى أنت كله والأماني فاملأ الكأسَ بالغرام وهاتِحيث نجد ملامح اللغة العربية سهلة وجميلة في (ماض ٍ) المجرورة و(آتٍ) المجزومة، وكذلك صيغة الأمر في (املأ) و(هات ِ).وتقول: بعد حين ٍ يُبدل الحبُ دارا والعصافيرُ تهجرُ الأوكاراونجدها هنا تكسر (حين) ونجد المفعول به (دارا) والفاعل (العصافير) والمفعول به (الأوكارا)! وأنا أجزم أن مذيعاتنا الصغيرات سوف يستفدن من تعلم اللغة عبر هذه الأغنية الجميلة المتموسقة في عالم من الأغنيات الهابطة الركيكة! نقول إن القصيدة العربية الجميلة لا تحتاج إلى عبء التلحين بقدر ما تحتاج إلى حنجرة جميلة تخرجها إلى الناس من رقادها القديم في الكتب! وهذا متوفر ولله الحمد عند ابننا فهد! فرحتي الأخرى هي قدرة الفنان فهد الكبيسي على مواجهة الجمهور ولباقته التلقائية في الرد على أسئلة الصحفيين – فلا يطبه العرق أو ترتجفه رجله ولا يتلعثم – وهذا لا يتوفر عند كثيرين ممن سبقوا فهد في مجال الفن.فرحتي الأخرى هي نجاح قطري!! وأُدرك أن النجاح يغضب البعض ويوغر صدورهم! ويدفعهم إلى قذف الأشجار المثمرة بالحجارة والمنجنيق، ولكن ابننا فهد حتمًا سوف يتجاوز هذه المرحلة، لما يملكه من شخصية متواضعة صادقة وشفافة بعيدة عن ملامح المكر والدهاء والاحتيال والتشظي، وهو قد نشأ في منزل كريم، كان لنا شرف جيرته سنوات عديدة حيث تعرفنا على والديه الكريمين منذ كان فهد في الثالثة من العمر.وفرحتي الأخرى أن صحيفة كويتية خصصت لفهد صفحة كاملة، في حين "ضنت" صحف أخرى بثلث صفحة عليه! وهذا شأن المبدع في بلاده، فالتكريم والاحتفاء يكون كبيرًا في الخارج، في حين يتم تغييبه إعلاميًا في الداخل، بل وبعضهم يمنع صوره وأخباره وإنجازاته – وهو حق مشروع للمواطن – بصورة فجة وغير متوافقة مع مهنة الصحافة! من هنا، فإننا يجب أن نفرح لنجاح أي قطري في أي مجال، مهما حاول الإعلام تغييبه عن الساحة! وأن نسأل عن بعضنا وإبداعاتنا، وأن ننتمي لهذا الوطن بصورة تلقائية! ذلك أن الإنسان الصادق المخلص لعمله سوف يصل إلى الناس مهما أوصدوا الأبواب أمامه! ونحن هنا نأمل أن تفتح كل الأبواب أمام الفنان فهد الكبيسي، وعلى علاقة بنجاح القطري نحن سعدنا جدًا – بل ودمعت عيوننا فرحًا– ونحن نشاهد فوز الشاعر القطري خليل الشبرمي التميمي ببيرق الشعر في مسابقة شاعر المليون! ونرجو له التكريم اللائق، وشعرنا أيضًا بأن نجاحه وفوزه نجاح وفوز لكل القطريين! نحن نريد هذه الروح بيننا، وأن يساعدنا الإعلام في ذلك! فهذا الوطن به كفاءات إبداعية كبيرة، ومن الواجب تشجيعها ودعمها في كافة المجالات! كان بجانبي في ذلك الحفل الجميل بوفيصل (غانم السليطي) وبدأ متأثرًا من المآل الذي آل إليه الحال في عالم الفن! والتعامل مع الفنانين، وكان يود أن ينطلق نحو المايكروفون ليعبّر عما بداخله من هواجس، ولقد خرجت من الحفل – لارتباطي المسبق – ولا أدري إن أخرج (بوفيصل) ما كان يعتمر بداخله أم لا!؟ وتلك قضية تحتاج إلى صفحات ولا يناسبها هذا المقام.الخبر الذي أعلنه مسؤول عن التوزيع بأن مبيعات الألبوم وصلت إلى 15 ألف نسخة خلال أسبوع – من ألبوم فهد – يؤكد شعبية هذا الفنان وحب الناس له، ونأمل أن تكون المبيعات (مليونية)، فالإنسان الذي يتعب ويجد ويسهر الليالي حلال عليه التمتع بثمرة النجاح، وحري بنا كلنا أن نشجعه ونبتاع شريطه الجميل.إن احتفاء فهد بوالده واحتفاء والده (صديقنا خالد الكبيسي) يعطينا المؤشر لنجاح العلاقة بين الأب والابن، حتى وإن اقتربنا من مواضيع شائكة مثل الغناء والدين أو وضع البعض الغناء في خانة المحرمات! وهذا مثال للآباء جميعًا أن يبحثوا في نفوس أبنائهم عن مواطن الإبداع – ليس في الغناء لأنه نادر جدًا – بل في مواطن الإبداع كافة، فكم من العبقريات تم وأدها من قبل الوالدين بحكم التسرع والعناد والخوف من المجتمع وقوة البأس التي تمارس على الطفل!؟فهد الذي كان يومًا طفلًا يمر ببابنا نجده اليوم طائرًا مغردًا في السماء العربية، تنقل صوته وصورته الفضائيات العديدة، وتنشر صوره المجلات والصحف العربية، وتعرفه على العالم العربي ليأخذ مكانه في عالم الفن بين الفنانين الشباب الذين نأمل لهم النجاح.فهد الصغير أصبح اليوم كبيرًا في تحمله لمسؤولية المحافظة على النجاح الذي وصل إليه، ومكانته في عيون المبدعين والصحفيين، لأنه يحب عمله ويعطي كل فرد من أفراد فريقه حقه من التكريم والإشادة كما فعل في عرضه الإلكتروني خلال الحفل المذكور.