15 سبتمبر 2025

تسجيل

استثمر وقتك

03 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن تحدي الهدف وإدارة الوقت متلازمان تماما، فلا يمكن أن تحقق واحدا دون الآخر، فلا يمكن أن تحقق واحدا دون الآخر، فالشخص الذي حدد أهدافه في الحياة هو الشخص القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار، بحيث يحقق أقصى استفادة منه.كثير من الناس يشكون من ضيق الوقت وكثرة الأعمال ويقدم بعضهم أعذارا يسوغون بها تقصيرهم في الوفاء بالأمانة المنوطة بهم في مختلف ميادين الحياة، بالأمانة التي وضعها الله في أعناقهم والتي سيحاسبون عليها يوم القيامة بين يدي العزيز الجبار.ويتناقض كثير من المسلمين في أعذارهم فقد تلقى من يجد الوقت لنشاطه لدنياه للهو والمتعة، وانشغاله بتكاليف لم تورث إلا البغضاء والشحناء على غير طاعة الله، أو لنشاطه في تجارته وجريه اللاهث وراء المال، أو غير ذلك ثم يزعم أنه لا يجد وقتا لتدبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو لإتقان لغته ولغة دينه أو لدعوة الله في الأرض، والعذر دائما هو ضيق الوقت على مزاعم متناقضة وأعذار واهية.إذن لا بد أن نعي هذه الحقيقة الهامة وهي أن الله سبحانه وتعالى قدر الليل والنهار وقدر التكاليف وجعل التكاليف في حدود وسع الإنسان وأمانته ومسؤوليته، فإذا وجد الإنسان ضيقا في الوقت فهو من خلل في موازنته وبذله، لا في هذا النظام الرباني الذي قدره الله تقديرا، ولا في التكاليف التي أمر بها.كيف لا يضطرب الميزان، وكيف لا يضيق الوقت حتى يعكف الإنسان على أهوائه فيعطيها الوقت الأوسع، أو يمضي في سعيه للرزق يلهث ليل نهار، أو يؤثر الدنيا وزخرفها على الآخرة ونعيمها.إن الأمة التي تنظم نفسها من خلال إدارة واعية ذكية يرتبط عمل الفرد فيها بالأمة ومنهجها وأهدافها ولا يبقى عملا فرديا معزولا، فتترابط الجهود كلها وتنمو البركة ويعم الخير، لذلك لا بد من أهمية الوقت ونحاول أن ندرب أنفسنا وأبناءنا على احترام الوقت والاستفادة منه على أحسن وجه ممكن من خلال الإدارة والنظام والنهج والتخطيط.واعلم أن الوقت الذي تستثمره في العناية بشح قدراتك هو أهم استثمار تقوم به في حياتك، لأنه استثمار فيك أنت وفي قدرتك على التعامل مع مشاكل الحياة المعقدة المتشابكة، يقول سلمان الفارسي رضي الله عنه: (إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه) ولما بلغ ذلك القول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صدق سلمان) رواه البخاري.إطلالة نفسية 29:امتلك قوة الشخصيةقُوّة الشّخصيّة تَظهَر على الشّخصِ مِن خلالِ التّعامُلِ مَعَهُ وَمِن خِلال تَصَرّفاتهِ وَليسَ مِن السّهلِ الحُصولِ على هَذهِ القُوّة وَليسَ أيضًا بالصّعب فَهِيَ تَحتاجُ إلى شجاعة مِنكَ لُتغيّر مِن نَفسِكَ إلى الأفضل وَتَستَطِيعَ أن ترتقي بها وَتَفرِضها على الآخَرين، فَالشّخصيّة تَظهَرُ مِن خلال الشّخص وَحَركاتهِ وكلامهِ والبَعضُ مُمكِن أن تَكتَشِف الشّخصِيّة مِن خِلال التَعامُلِ مَعَهُ، فَالجَمِيعُ يُريدُ أن يَحصُل على شَخصيّة قويّة تَفرِض نَفسها بِنَفسها وسنقوم بالتعرّف على صفاتِ هَذِهِ الشّخصيّة وكيف تكون أيضًا محبوب من قبل الآخرين. قوة الشخصية أساسها (العقل، وطريقة التفكير)، كحدة الذكاء وسرعة البديهة وقوة الحجة والإقناع والطرح، وتكمن القوة في الاستنتاجات الصحيحة، وقوة الذاكرة والأسلوب العميق، إن جلس في مجلسٍ كان له حضوره وأسلوبه في طرح وحل أي موضوع أو مشكلة، وتكون له القدرة على إخضاع الآخرين لمنطقه وجذبهم لأسلوبه وشخصيته وحضوره. قوة الشخصية لا تجرف صاحبها وراء الأقاويل السطحية والشائعات، ولا يتقيد بمذهب، بل يقوم بدراسة وفحص الأمور جيدًا وبروية، ويقيم الصواب من الخطأ، ويتحدى أي أمرٍ أو مشكلة مهما كانت درجة صعوبتها وتعقيدها، ولا يتهرب منها بأي شكلٍ كان ويحاول قدر الإمكان عدم الانهزام أمامها، بل يعمل على حلها، أو تحمل عواقبها حتى تحل. أما المتهرب من الوقوف أمام أي معضلة تواجهه مهما قل شأنها، فهو بكل تأكيد لا يمتلك قوة شخصيةٍ أو حضور. قوة الشخصية تجعل من صاحبها حرا لا ينقاد لأي مشورة خاطئة تؤثر على غيره، ولا يعني هنا العناد وصلابة الرأي، بل القوة تكمن في الخير والعطاء، سهل النقاش والأخذ والرد والحوار، ولكن أن لا يكون ضعيفًا أمام أي قرار يصدر بحقه يقوم بتنفيذه دون نقاش أو اقتناع، فإن شعر بأن القرار المعروض عليه خير يسلكه ويعمل به، وأن كان خاطئا تكون لديه القدرة على إقناع الآخرين بالصواب. الشخصية القوية دومًا ما تكون قيادية مؤثرة في الغير، متحملًا للمسؤولية مهما كانت شائكة ومعقدة، ولا تعني قوة الشخصية قوة البدن والعضلات، بل هي قوة التفكير والعقل، كلماته وأفكاره قوية ومقنعة وفعالة تترك أثرها البليغ في الغير على اختلافهم. قوة الشخصية لها أهمية في محيط الصداقة والإدارة - كإدارة المصانع والشركات - والعمل الجماعي بشكلٍ عام، وقوة الشخصية بالغة الأهمية في مهنة الكتّاب والعمل الصحفي، إلى جانبها يجب أن يتحلى الشخص بالجاذبية التي تنعكس من قوة شخصيته. إطلالة نفسية 30:قوة العزيمةنرى بعضا من الناس يضع لنفسه أهدافا عالية لكنه حينما يبدأ في العمل من أجل تنفيذها والوصول إليها يفاجأ بحجم الجهد الكبير الذي يتطلبه النجاح فلا يصير، ويفتر ويتكاسل وتضعف عزيمته، فيترك أهدافه ويقعد عن العمل.صحيح أن طريق النجاح والتغيير ليس مفروشا بالورود والرياحين ويحتاج إلى تعب وجهد وبذل لنيل هذا الهدف، لكن الإنسان حينما يذوق طعم النجاح حتى يكون ذلك التعب أشهى إلى نفسه وألذ من طعم الراحة والهدوء.وتذكر بعض الدراسات العلمية أن النملة هذا المخلوق الضعيف الصغير عند بناء بيتها تتميز بالحرص وقوة العزيمة، فقد يسقط البيت وينهار فتعاود البناء مرة أخرى ثم يسقط فتعاود البناء مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى يستقيم البيت.وقد ذكر المؤرخون عن القائد المشهور تيمور لنك حيث دخل معركة من المعارك هو وجنوده ومع بداية المعركة هزم جيشه وتفرق عنه فما كان من تيمور لنك إلا أن هام على وجهه حزينا كسيرا كئيبا لهذه الهزيمة المنكرة، ولكنه لم يرجع إلى بلده بل ذهب إلى مغارة في إحدى الجبال وجلس فيها يتأمل حاله التي وصل إليها وجيشه الذي تفرق عنه.وبينما هو مستغرق في تفكيره، إذ رأى نملة تريد أن تصعد على حجر أملس وتسقط النملة لكنها تنطلق محاولة للمرة الثانية وتسقط وتحاول الثالثة وتسقط، فالرابعة وهكذا فشدته وانقطع تفكيره وبدأ بالتركيز مع النملة يعد محاولاتها للصعود حتى وصلت إلى ست عشرة مرة تصعد وتسقط وتبادر بالصعود من جديد وفي المحاولة السابعة عشرة نجحت النملة في الصعود فقال: عجيب هذا الأمر نملة تكرر المحاولة سبع عشرة مرة ولا تيأس حتى تنجح، وأنا لأول مرة أنهزم أنا وجيشي، ما أضعفنا وما أحقرنا؟ فنزل من المغارة وقد صمم على أن يجمع فلول جيشه، وعزم على أن يدخل المعركة مرة أخرى، وأن لا ينهزم ما دام حيا، وكل هذا وصورة النملة لا تفارق مخيلته وتعيش في رأسه.فجمع جنوده وتعاهدوا على الثبات والصبر في المعركة، وأن لا ينهزموا أبداً ما داموا أحياء فدخلوا المعركة بهذه النية وهذا التوجه والتصميم فانتصروا.لا تحاول أن تقلد غيرك تقليدا أعمى، فتهفو أن تصبح مثل فلان أو علان من النماذج الناجحة، لمجرد أنك رأيت الناس يعجبون به ويثنون عليه، حتى ولو كان مجاله وتخصصه لا يناسب ميولك وإمكاناتك، وساعتها ستكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، أو كالغراب الراقص الذي أراد أن يتعلم مشية أحد الطيور فلم يستطع، فلما أراد أن يعود إلى مشيته نسيها، فكان مشيه مثل الراقص الأبله.