14 سبتمبر 2025

تسجيل

التخطيط الاستراتيجي

03 يوليو 2015

لقد كان التخطيط الاستراتيجي (Strategy Planning) أحد المفاهيم العسكرية والحربية التي تستخدم لتدل على الاستعداد المستقبلي لإجراء العمليات العسكرية واسعة النطاق على مستوى العالم ,القارة , أو العمليات العسكرية المحدودة على مستوى المنطقة أو دول الجوار , سواء أكان هذا الاستعداد المستقبلي هجومياً أم دفاعياً ، وظل هذا الاعتقاد سائداً حتى النصف الثاني من القرن العشرين ، عندما استخدم هذا المفهوم ليدل على إجراء الخطط المستقبلية لجميع شؤون الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والاستعداد لما يُتوقع حدوثه من متغيرات العصر . وبذلك يعد من الخطأ الاعتقاد بأن التخطيط الاستراتيجي مقصور فقط على الناحية العسكرية والحربية , ومن الخطأ أيضاً الاعتقاد بأن التخطيط الاستراتيجي مقصور فقط على مستوى الدولة أو المستوى الوزاري أو المؤسسات الكبيرة, لأن التخطيط الاستراتيجي له عديد من المستويات تبدأ من مستوى الدولة أو الوزارة حتى مستوى الفرد. وتعد التربية من المجالات التي لها تأثير واضح في كل جوانب الحياة وذلك بسبب قيامها بإعداد وتكوين المواطن القادر على مواجهة تحديات العصر والتفاعل معه والمساهمة بدور فعال في مجرياته والقادر على التكيف مع ما يطرأ من تغييرات علمية واقتصادية واجتماعية مستقبلية ,ومن هنا أُلقى على عاتق التربية بمؤسساتها المختلفة مهمة التنمية البشرية التي تعد أساس كل مجتمع , فكان لابد لها من وضع الخطط الاستراتيجية المستقبلية التي تساهم في تحقيق أحد أهم أهداف التربية وهو إعداد المواطن . ومع بدايات القرن الحادي والعشرين ، ومع انتشار العولمة بكل مظاهرها الاقتصادية مثل الشركات عابرة القارات ، وإزالة الحواجز الجمركية ، وحرية انتقال الأفراد ورأس المال من مكان لآخر, وانتشار ظاهرة العامل العالمي(Universal worker) بمعنى الفرد المُؤهل والقادر على العمل في أى مكان وتحت أى ظروف, وما صحب ذلك من تغيرات اجتماعية وسياسية وتربوية, أصبح الفرد لا يضع الخطط الاستراتيجية الخاصة به فقط ، بل شارك في وضع الخطط الاستراتيجية في المؤسسة التي يعمل بها أو المؤسسة التي تقدم خدمات له فتطور التخطيط الاستراتيجي من الشكل المركزي إلى "التخطيط الاستراتيجي اللامركزى بالمشاركة" . والتخطيط الاستراتيجي اللامركزى بالمشاركة يراعي ويتوقع على أساس علمي مدعم بالحقائق والأرقام والإحصاءات الدقيقة كل المؤثرات المحتملة أو التي يتوقع حدوثها في المستقبل, ومن هنا يتوقف النجاح في الأعمال وتجنب المشكلات المستقبلية على مدى الدقة والمصداقية في جمع البيانات اللازمة لوضع الخطة الاستراتيجية . الوضع الراهن .- التخطيط الاستراتيجي معني بالمستقبل.- التخطيط الاستراتيجي وسيلة لتنشيط التفكير والتصرف من أجل القيام بعمل معين .- التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة ودائمة : فلا يمكن أن تكون الجهود المبذولة لعمل الخطط الاستراتيجية بمثابة نشاط لفترة زمنية واحدة أو لها بداية ونهاية. بل يجب أن تكون عملية مستمرة تتراكم فيها الخبرات، ويتم تطوير هذه الخبرات من خلالها وذلك كاستجابته للظروف الخارجية التي لا تتوقف عن التغيير .- التخطيط الاستراتيجي مرن : حيث يمكن التعديل في الخطط الاستراتيجية حسب المتغيرات البيئية والظروف الطارئة .ومن ثم يجب أن تظل الخطط والأدوات التي يتم عن طريقها تنفيذ تلك الخطط للوصول إلى أهدافها ومراميها في حالة تعديل وتنقيح مستمر.- التخطيط الاستراتيجي لامركزى: بمعنى أنه عند وضع الخطط الاستراتيجية يجب مراعاة الظروف المحلية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الذي يتم فيه وضع وتنفيذ الخطط الاستراتيجية .- التخطيط الاستراتيجي عملية توجيهية .- التخطيط الاستراتيجي يتطلب الانضباط التام والالتزام والدقة في تحليل البيانات ووضع الأهداف .- التخطيط الاستراتيجي يعبر عن القيادة وفنون الإدارة .- ومن هنا يمكن الوصول إلى تحديد مفهوم للتخطيط الاستراتيجي على أنه " عملية تصميم تصور مستقبلي لتحسين الوضع الراهن لمؤسسة ما من خلال تحديد الأهداف المستقبلية ووسائل تحقيقها, في ظل خصائص البيئة المحلية للمؤسسة والمتغيرات الدولية التي يمكن أن تتأثر بها لإعداد مواطن إيجابي وفعال" .