27 أكتوبر 2025

تسجيل

من أفعالكم سلط عليكم

03 يوليو 2014

تابع العالم منذ ايام تحذيرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من احتمال انتقال جهاديين أوروبيين إلى الولايات المتحدة، لارتكاب اعتداءات هناك لانهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول. وقال في مقابلة مسجلة تم بثها مطلع الاسبوع على شبكة "آي بي سي" ان البعض منهم يتعاطفون مع قضية المتمردين ويتوجهون إلى سوريا، والبعض الآخر يتوجه إلى العراق، حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل أن يعودوا إلى بلدانهم.اصبح عودة الجهاديين الاوربيين الى بلدانهم مصدر قلق كبير للدول الاوروبية في الوقت الراهن، واشتد وطيس هذا القلق بينهم بعدما اطلقت وكالة الاستخبارات الفرنسية تحذيرات مؤخرا من عودة الجهاديين الفرنسيين من سوريا، والذين بلغ عددهم حوالي 600 جهادي، وتخطط السلطات الفرنسية لاتخاذ إجراءات صارمة في حال عودتهم.فرنسا ليست وحدها التي تخشى من عودة الجهاديين، وإنما هذا هو حال جميع وكالات الاستخبارات الأوروبية، التي نقلت عنهم صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي قولهم "ان عدد الأوروبيين المنضمين إلى الجبهات الإسلامية السورية بلغ ما بين 1100 إلى 1700، من عدة دول اوروبية منها هولندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة".الرئيس الأمريكي باراك أوباما مثله مثل اقرانه احس بالخطر القادم الى عقر دارهم، مما دفعه الى التحذير مؤخرا من احتمال انتقال جهاديين أوروبيين إلى الولايات المتحدة لارتكاب إعتداءات في بلادهم، وبرر ذلك بان بعض الأوروبيين يتعاطفون مع قضية المتمردين السنة حسب قوله ويتوجهون إلى سوريا، والبعض الآخر يتوجه إلى العراق حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل أن يعودوا إلى بلدانهم.. وهذا كلام هراء.اذا لماذا الهلع من اولئك المواطنين الاوروبيين الجهاديين؟ وبالاصل من خلق منهم ارهابيين حسب زعمهم؟ ان ما اثاره الرئيس الامريكي تنطبق عليه المقولة العربية الشهيرة "يداك اوكتا وفوك نفخ" انتم بافعالكم خلقتم منهم مسلمين متشددين لما يرونه ويسمعونه من فواحش تدخلاتكم غير المبررة في هذه الدول التي تعيش شعوبها انتفاضة سلمية ضد زعامتها الدجيكاتورية، ووجود قواتكم لمساندة الظلمة هو في الاساس مصدر هذه التغيرات الايديولوجية بين الشباب الاوروبي.اوباما يطالب نظراءه الاوربيين بمواجهة هذه المخاطر بقوله "علينا أن نعزز سياستنا في مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض" مضيفا "في بعض الأوقات سيكون علينا ضرب المنظمات التي تنوي الاعتداء علينا" مع علمه انهم مواطنون اوروبيون مسالمون، الا ان توجهاتهم الاخيرة انبثقت من رحم احداث الشرق الاوسط كرد فعل لسياسة التدخلات الخرقاء في المنطقة وبالاخص الولايات المتحدة؟أكثر من مائة أمريكي في الوقت الحاضر في العراق ارسلهم اوباما كمستشارين عسكريين لتقديم المساعدة إلى الجيش العراقي، اذن المسألة ليست في توجه آلاف الأوروبيين إلى سوريا والعراق بل المسألة في قدرة هؤلاء على دخول الولايات المتحدة ودول اوروبا الاخرى بهوياتهم الوطنية وهناك ستكون المواجهة الحقيقية القادمة.معظم الخبراء الديموغرافيين يؤكدون ان الإسلام هو أسرع الأديان نمواً في أوروبا، وان عدد المسلمين قد تضاعف في القارة ثلاث مرات خلال الـ 30 سنة الماضية، ويتوقعون أن تكون معدلات النمو أعلى في السنوات المقبلة.. فما انت فاعل يا سيد اوباما مع نظرائك من الزعماء الاوربيين، انها المعركة القادمة فاستعدوا. وسلامتكم..