15 سبتمبر 2025
تسجيلودعنا يوم الأحد الماضي الشاعر الكبير والكاتب معنا في مدارات ثقافية حسن توفيق حيث غيبه الموت فجأة، فقد علمت أنه سوف يدخل المستشفى السبت لعمل عملية وجاءني الخبر المفجع يوم الأحد برحيله إلى جوار ربه بعد عمر طويل حافل بالإنجاز والإبدع الثقافي في قطر الذي عاش فيها أكثر من 30 عاما قدم فيها فكره وثقافته للساحة الثقافية خلال عمله رئيسا للقسم الثقافي بالزميلة الراية ولعل صفحته أدباء على الطريق التي اكتشف فيها أصواتا جديدة في مجال الشعر والقصة ولعل من يتواجد الآن من الجيل الثاني قدمتهم هذه الصفحة إلى جانب كتبه ودراساته وقصائده التي نشرت على مدى سنوات عيشة في قطر، وعندما ترك قطر أكرمني الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير بدعوته للكتابة في الشرق وأضاف لصفحه مدارات ثقافيه قلما مميزا وفكرا نيرا فقلمه رشيق بما يطرح من رؤى وأفكار، وكانت آخر زيارة له للدوحة خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب فقد كان سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة يحرص على تواجده في المعرض لما له علاقة بمعرض الدوحة وكتب عنه كثيرا في الزميلة الراية وفي الشرق، وكنا على موعد أن نلتقي بالقاهرة عدما يخرج من المستشفى، كان ريحه سريعا رغم أنه لم يعان من مرض ما لكنه تعرض لحالة جفاف لم يمهله طويلا هكذا القدر ما منه مفر نعم رحل عنا جسده لكن مكانته ستظل، من اليوم سوف يغيب عنا قلمه ومقاله الأسبوعي مرايا الروح لكننا سوف نظل ننشر قصائده التي كان قد أرسلها لنا لكي يظل على تواصل مع القراء في قطر لأنه أحب قطر وأهل قطر، فهو صاحب وفاء نادر حتى إن منزله في الهتمي هو الوحيد الذي بقي في تلك العمارة حتى لا يترك الجيران من الجالية الهندية، كان بيننا مشاريع ثقافية كثيرة منها كتاب عن شعراء قطر لكنه لم ير النور برحيله، آلمني كثيرا رحيل هذا الإنسان الذي يملك من الطيبة الكثير فقلبه قلب طفل و الابتسامة والنكتة لا تفارقه، في الشرق سوف نفتقده كل خميس لكن عذائي الوحيد أن لدي منه أرشيفا يجعلنا نتواصل مع فكره حتى لو جسده غائب عنا. وداعاً.....رحلنا لم نكن ندري بأن البعد يؤلمناوما كنا على علم بأن طريقنا سيطولمن ذا كان يعلم هي الأقدار آمنا بخالقناتقربنا وتبعدنا رحلنا هكذا الدنيا رحيلليس ينقطع فلا أحلامنا جاءت ولا آلامناتدع تفرقنا أمانينا فنغدو خلفها نسعىوعند الله نجتمع لامحالعند الرحيل....تنزف القلوب...وتدمع العيون.. ويصرخ الفؤاد...برحيلك إلى جنة الخلد و "إنا لله وإنا إليه راجعون"