17 سبتمبر 2025
تسجيلالأساس في الطاعة أنها تجعل الانسان يتحقق باوصاف عبوديته بين يدي الله مع صنوف الخلق ، والعبودية تنافي الصلف والغطرسة لأنها تواضع ولين، وقد تجد ناسا من الموسومين بالعبادة يتذرعون بما يؤدون من طاعات للاستعلاء على الخلق والغض من الآخرين، على حين تجد ناساً ليسوا على غرارهم ألين عريكة وأسهل انقيادا. إن الله شرع العبادات ليتواضع العباد بها لا ليستكبروا وليستقبلوا بها رحمته ثم يلقوا بها سائر الخلق وفي قلوبهم رقة، وفي نفوسهم وداعة وفي سيرتهم طيبة وقد وصف الله عباده الصالحين فقال.( والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) إن البواعث التي تسوق المرء إلى العمل وترفعه إلى إجادته وتغريه بتحمل التعب فيه أو بذل الكثير من أجله كثيرة متباينة . فهناك قوم لا تخلص معاملاتهم مع الله بل هي مشوبة بحظوظ النفس ورغبات العاجلة ، وهناك قوم آخرون يعاملون الله وهم مشغولون بأجره وما الذي سيمنحهم إياه وتركوا قصد وجهه أو بمطالبهم منه عن الذي ينبغي أو يجب له عليهم وهذا الصنف من الناس مقيدون بسلاسل أنانيتهم فهم يسيرون حولها ولو عرفوا الله حق المعرفة ما توقفت رغباتهم وغاياتهم عندها لأنهم لو عرفوا الله حقا لتخطوا كل شيء دونه حتى ينزلوا بساحة كرمه ويقوموا على بساط فضله ولا تطمئن نفوسهم إلا برضاه جل شأنه. الغرائز البشرية المعروفة هي قواعد السلوك العام ، ومن اليسير أن تميز بينها فما أكثر ما تكون مشاعر الإعجاب أو الكراهية أو التقليد للآخرين أو التكبر مصدر ما يدور بين الناس من حديث أو تصرفات. والإسلام يرقب ذلك كله بعناية فائقة فينظر إلى العمل وما يقارنه من نية او ما يلابسه من عواطف وانفعالات . وهو لا يعتد بالعمل إلا إذا خلُص من شوائب النفس وخلص لله وحده على ما جاء به وصف القرآن الكريم قال تعالى:(إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ( الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امري مانوى)إن صلاح النية وإخلاص الفؤاد لرب العالمين يرتفعان بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعلانه عملا متقبلا. إن خبث الطوية يهبط بالطاعات المحضة كالصلاة مثلا فيقلبها معاصي شائنة فلا ينال المرء منها بعد التعب في أدائها إلا الفشل والخسار" رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" إن مصليا تقول له صلاته( ضيعك الله كما ضيعتني) هم الذين قيل عنهم(فويل للمصلين) هؤلاء كان فى القديم والحديث حجة على الدين لا سنادا له وعوائق تصد عن طاعة الله وتغري بالمعصية له ( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين