13 سبتمبر 2025

تسجيل

مــهــنـة الــتــمــريــض

03 يوليو 2013

في آخر مرة دخلت فيها مستشفى النساء والولادة، أسعدني وجود ممرضة قطرية ضمن طاقم التمريض الذي أشرف على صحتي وصحة ابني. ممرضة في غاية الأخلاق والابتسامة لا تفارق وجهها، ولم تكتف فقط بأداء مهامها الوظيفية في الاعتناء بصحتي، بل تعدى ذلك لرفع معنوياتي وتزويدي بالمعلومات والنصائح الطبية والصحية وغيرها. الممرض والممرضة القطريان نّادراً ما نراهم ضمن الكادر الطبي في مؤسسة حمد الطبية، وهي قضية تحتاج إلى حل جذري واستثمار وطني مطلوب في الوقت الحاضر. حيث إننا نطمح لزيادة عدد القطريين والقطريات العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية الوطنية والخاصة وفي خدمات الرعاية الصحية المنزلية، لأن وجودهم مهم جداً باعتبارهم أبناء البلد يتحدثون لغتنا ويعتنقون ديننا الحنيف ويعرفون عاداتنا وتقاليدنا، مما يسهل علينا التحدث إليهم وشرح مانعانيه، ويسهل علينا فهم واستيعاب المرض وكيفية علاجه. فالتمريض مهنة إنسانية سامية من أشرف المهن على مر العصور، إلا أنها لا تنال التقدير والدعم المطلوبين في مجتمعنا نظراً لطبيعة المهنة ونظام المناوبات والاجازات والحوافز. وعلى الرغم من أن أمهاتنا المؤمنات والصحابيات الجليلات (أولهن رفيدة بنت كعب الأسلمية) قد قمن على علاج المرضى ومداواة الجرحى في السلم والحرب منذ فجر الإسلام، إلا أن مجتمعنا أغفل دور التمريض المهم، ليس فقط في إسعاف المرضى والجرحى، بل في تقديم العناية والرعاية الصحية فائقة الجودة للفرد والأسرة والمجتمع ونشر الوعي الصحي للوقاية من الأمراض. كما تعد المهنة الركيزة الأساسية للقطاع الصحي بأكمله، وأن توفير مناخ ملائم لنموها والارتقاء بها سيضمن الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية ذات الجودة، خصوصاً مع التوسع الذي يشهده القطاع الصحي في المرحلة الحالية لتلبية متطلبات خطط التوسع والتنمية السكانية والاقتصادية. فالتمريض ليس مجرد رعاية صحية للمرض بل هو أسلوب حياة يشتمل على نشر الوعي الصحي للفرد والأسرة والمجتمع للوقاية من الأمراض، الاشتراك في الأبحاث العلمية بالرعاية الصحية، تنسيق الخدمات الصحية، وإدارة الخدمات التمريضية والاشراف على أفراد هيئة التمريض. والجدير بالذكر أن لدينا عددا من الممرضين والممرضات الذين برعوا في المهنة وأسهموا في الارتقاء بها محلياً وعالمياً، كما تميزوا في مجال القيادة والإدارة التمريضية والتنفيذية ومنهم: الدكتورة نبيلة المير والدكتورة فوزية النعيمي وغيرهما، ومع وجود جامعة كالجاري — قطر والتي توفر برنامج بكالوريوس علوم التمريض، تسعى في شراكتها مع القطاع الصحي في الدولة إلى اكساب الطلبة الخبرات والمهارات التي ستؤهلهم إلى قيادة قطاع التمريض ورفع قيمته وتعزيز صورته الإيجابية في المجتمع، والحرص على تبادل الموارد التعليمية والخبرات التطبيقية مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية والمؤسسات التعليمية، وأن تطوير التمريض كمهنة تحدٍ واحترام ومجال عمل مجزٍ هو الطريقة المثلى لرفع مستوى هذه المهنة والافتخار بحجم التنوع الذي تمتاز به خدمات التمريض في مؤسسة حمد الطبية. آخر الاستكانة: مهما سعت الدولة إلى حث المواطنين من الجنسين على امتهان التمريض والعمل على منحهم الحوافز المادية والتشجيعية وتدريبهم للارتقاء بهم وظيفياً، إلا أن الدعم الأسري من الوالدين والأزواج يعد حافزاً ومتطلباً ضرورياً، بالإضافة إلى تشجيع المجتمع.