25 سبتمبر 2025
تسجيلربما لم يسعفن الحظ لمشاهدة فيلم أحمد حلمي الذي يحمل نفس عنوان هذا المقال أو أن هذا المقال يحمل نفس اسم الفيلم، ربما لأن الأفلام العربية لا تستهويني كما هو حال الأفلام الأجنبية، ولكن من خلال إطلاعي على نبذة عن فيلم (إكس لارج) عرفت أنه كان يتناول قصة شاب من أصحاب الوزن الثقيل جدا، وهي فكرة طرحت كثيرا في السينما خاصة أن هناك عددا كبيرا ممن يعانون من السمنة المفرطة. في دراسة جديدة لا أدري عن مدى صحتها أو من قام بها تقول: حصلت الكويت على المركز الأول عربياً والثاني عالميا بمعدلات البدانة، حيث بلغ من يعانون منها في الكويت أكثر من 100 ألف شخص. وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول عالميا في معدلات البدانة، بحسب دراسة نشرتها صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” الأمريكية، والتي شملت 195 دولة من دول العالم. أما عن الدول العربية، فقد ذكرت الصحيفة أن قطر حصلت على المركز الثاني عربيا والرابع عالميا، في حين احتلت مصر المركز الثالث عربيا والخامس عالميا، تلتها الإمارات في المركز الرابع عربيا والسادس عالميا، فيما احتلت مملكة البحرين المركز السابع عربيا والعاشر عالميا. وأعتقد أن مثل هذه الانجازات تصيبنا بالفجع، حين نعرف أن دول الخليج تحتل الصدارة في البدانة، وربما أننا لا زلنا نصدق كثيرا مقولة أن الكرش وجاهة، وأن السمنة دليل على الصحة. منذ فترة تم تشكيل لجنة من كافة مؤسسات وهيئات الدولة، مهمتها مكافحة السمنة في البلد، ولا أدري ما الذي توصلوا إليه حتى الآن خاصة أنني قد حضرت مجموعة من اجتماعاتهم. يقال إنه في الولايات المتحدة الأمريكية تم إعلان حالة الطوارئ من الدرجة القصوى لمكافحة السمنة، التي هي أحد أسباب الوفاة خاصة أنه ينتج عنها الكثير من الأمراض، بل أن هناك تكاليف باهظة تدفعها الدول جراء انتشار مرض السمنة، وأقول مرض لأنه بالفعل مرض، لذا لا يرضيني ولا يرضيكم أن تحتل دول الخليج المراكز الأولى عالميا بدلا من احتلالها للمراكز الأولى في أمور أخرى تعود بالنفع على أجيالنا. دولة قطر تحتل المركز الثاني عربيا في نسبة السمنة وهذا أمر يجعلنا في حيرة، خاصة أننا نسبق بلدا مثل مصر مقارنة بعدد السكان هناك، ولأن الموضوع عبارة عن نسبة وتناسب، فنحن كذلك. لا أدري لما يكتفي البعض بالسخرية من الأشخاص البدناء وخاصة النساء، اللاتي يعانين كثيرا من السمنة والسمنة المفرطة، ولا أدري لما لا ينتبه الآباء إلى أبنائهم منذ الصغر حين يرونهم بهذا الشكل فيترك الأمر حتى تستفحل السمنة وتصبح جزءا من حياتهم، لذا فنحن نسمع بين الحين والآخر أن فلانا توفي بجلطة أو سكتة قلبية وعندما نعرف عمره نصاب بالدهشة، شاب في مقتبل العمر ويموت هكذا فقط، لأن السمنة قد تمكنت منه، ووالداه لم ينهيانه من تناول الوجبات السريعة. الدولة بدأت في وضع العديد من الحدائق وأماكن ممارسة الرياضة ونحن أيضا نمتلك أجمل كورنيش في العالم والعديد من الأماكن والحدائق الخاصة بممارسة المشي، ولكن إما أن هناك من يتكاسل في ذلك أو أن هناك من يقوم بممارسة رياضة المشي، لكنه يعود إلى البيت وفي انتظاره (صحن المكبوس واللحم) أو يقوم بشراء وجبات سريعة أثناء عودته إلى منزله. السمنة آفة تفتك بالمجتمع وتسبب الكثير من الأمراض وإذا لم ينتبه له الجميع فإننا حتما سندفع ثمن إهمالنا واستهتارنا غاليا حين نفقد عزيزا علينا أو نفقد أنفسنا إن كنا من أصحاب الوزن الثقيل المسمى مجازا (إكس لارج).