11 سبتمبر 2025
تسجيلنظمت الأسبوع الماضى، الموافق 26 /5 /20014 في مساء يوم الإثنين بوابة الشرق الملتقى الثانى للمغردين، وذلك بعنوان "التغريد بين الحرية والمسؤولية" وكان الملتقى تحت الرعاية الكريمة لسعادة وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور عبدالعزيز الكوارى، وبحضور نخبة من الكتاب والإعلاميين من داخل وخارج قطر وذلك لعرض تجاربهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فمنها الايجابى والسلبى، وكل منهم من خلال تخصصه والقضايا التى يتناولها فى تويتر، سواء كانت اجتماعية او اقتصادية أو سياسية، والجمع الهائل من المغردين باختلاف انماط ثقافتهم وجنسياتهم ومستواهم التعليمى والاجتماعى، ونقطة الالتقاء فى شبكة عنكبوتية واحدة بتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى، وربما من خلال هذا اللقاء المثمر تم إلقاء الضوء على ما نراه من العديد من السلبيات وسوء الاستخدام الألكترونى من مستخدمى تويتر، ربما للتشهير بأفراد أو جهات معينة او لتصفية حسابات شخصية أو لتسليط الضوء وتكبيرها على العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية بالدولة، او لإثارة الفتن بين شعوب الوطن الواحد، وانقسام كل منهم على حدة أو ما بين دولة واخرى، واستخدام طرق واساليب من الكتاب والمثقفين المشهورين فى الرد على الاساءة بأساليب لا تتناسب مع مكانتهم الثقافية والاعلامية، ومن المؤسف قد يعتبرون قدوة للعديد من شرائح المجتمع، ويتم الاقتداء بهم فى عملية السرد وطرق الرد على المسيئين لقضية معينة او لدولة عربية او خليجية، ولم نجد نموذجاً حقيقىاً يتناول المنطق والعقل وبأسلوب هادئ وبردود مقنعة بعيدة عن التلاعب بالألفاظ غير اللائقة، حتى نصل الى نهاية المطاف للإصلاح وليس للهدم الفردى او المجتمعى، حيث اعتبرت الآن مواقع التواصل الاجتماعى والدخول إليها بكافة أدواتها وسيلة للشائعات والهدم للافراد والجهات الحكومية، وكانت سبباً من الأسباب للربيع العربى فى عدد من المجتمعات العربية؛ من خلال التجمعات الهائلة، وقوة التأثير التى تبثها هذه المواقع من خلال اشخاص واعين وغير واعين، ويتأثر بهم العديد من شرائح المجتمع والذين لا يملكون قوة الفكر والوعي فى عملية التفرقة ما بين ما هو ايجابي وسلبي او ما بين الحقائق والأكاذيب وعلماً ان الكثير لديهم قوة هائلة فى عملية الطرح والسرد فى طريقة الإثارة الفردية والمجتمعية، وربما نحن كشعوب يركض الكثير منا حول قضايا الشائعات والتشهير، وان كانت مسبوقة بأدلة يستخدمها البعض فأصبحنا فى وقت ما بين مؤيد ومعارض ومخالف، ومن المؤسف غابت الصورة الحقيقية للواقع الذى نعيشه، وخاصة الآن فالغالبية يشعر انه على حق وبينة، ويندد بما يقوله غيره، ولا يعلم ولا يدرك الآثار التابعة لما يبثه فى عقول الاخرين فى المستقبل، وكم عدد المثقفين والتربويين الذين يدركون ما يدور حولهم من وقائع سياسية وغيرها، كما أن "الآخر" يسعون للبحث عن الحقائق الفعلية لكثير من الاحداث المؤلمة فى الوضع الراهن، فتعددت الآراء والاحزاب والأقاويل والمذاهب، وربما الضحية الاولى هم الاجيال الحالية فى عملية الفرز ما بين الحقائق الفعلية، ولذا نحن بحاجة ماسة الى الملتقيات القادمة، ومزيد من النقاشات الهادفة واللقاءات المثمرة لمعالجة قضايا اجتماعية وثقافية سبب فى بناء أمم او هدم مجتمعات، وخاصة أصبحت وسائل الاعلام الاجتماعى من أخطر الوسائل المستخدمة من خلال الشعوب باختلاف أنماطهم وأكبر بؤرة للتجمع والشباب بحاجة ماسة إلى هذه الملتقيات، وبحضور نخبة من شرائح مختلفة، ويكون لهم بصمة ايجابية فى مجتمعاتهم، سواء داخل قطر أم من تتم دعوتهم من الخارج، وان يكون الملتقى القادم نتمنى ان يكون على مدار اكثر من يوم، وتفتح فيه آفاق الحوار ما بين الشباب من المراحل العمرية المختلفة، وأن يكون خبراء اجتماعيون ونفسيون وتربويون واقتصاديون وسياسيون يتم اللقاء بينهم، ويتم عرض أحدث الدراسات الحديثة والنتائج التى توصلت إليها من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبالإمكان إقامة هذه الملتقيات بالمراكز الشبابية والأنشطة الطلابية بالجامعات، بطرق ثقافية وتربوية متعددة، والهدف منها.. الاساسي أن يكون هناك حلقة اتصال ما بين القادة والصفوة والخبراء وما بين الاجيال الحالية، وتعزيز القيم الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي من خلال اللقاءات المستمرة، أو تكون الملتقيات القادمة ما بين مؤيد ومعارض لقضية معينة، تكون على مناظرة يتم كل منها عرض تجربته أو رؤيته بالأدلة الايجابية، وكان لها أثر فى معالجة قضية اجتماعية او سياسية، او استضافة شخصية مجتمعية استطاعت ان تضفي بصمة كبيرة فى المجتمع، في مواجهة العديد من التحديات التى تعيق أى جهة او لم يستطع الآخرون تقديم حلول جذرية لها، واستطاع هذا الشخص رغم عدم حصوله على منصب او مكانة مرموقة، الا انه قدم الكثير من علمه وخبرته فى تويتر وغيره، وصاحب شخصية مجهولة فى الإعلام المرئي ولكن له بصمة من خلال الإعلام غير المرئى، ولدينا الكثير من الناشطين فى المجتمع، ولهم بروز ثقافي واجتماعي.