13 سبتمبر 2025
تسجيلقال سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69 ، هذا هو حال من يؤمن بالشيء ولا يحيد عنه لذا لم يتأثر الخليل عليه السلام ابراهيم بالنار لما جيء به اليها ووضع فيها وكذلك موسى عليه السلام لم يأبه بوصول القوم المطاردون له من آل فرعون وليس أمامه الا البحر وفزع قومه الا أنه كان مؤمنا بقضيته ودعوته ويعلم أن وراءه من سيهديه ويحميه من عدوهم وكذلك رسولنا الكريم (ص) لم يأبه بالمقاطعة التي تعرض لها من قبل قومه وغيرها من وسائل الأذى التي تعرض لها من قومه الذين حاربوه وسعوا بكل الوسائل أن يغيروا مسيرته عن الدعوة للواحد الأحد التي دعا بها الرسل الكرام عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام لأنهم واثقون من أنهم لم يأمروا إلا بالحق والصدق وعليه فل ييأسوا من الدعوة طالما أنهم على وجه هذه الأرض كما سار فيها رسول الله ونبيه نوح عليه السلام حيث تواصلت دعوته الف سنة الا خمسين عاما وهكذا هو الإيمان الذي يجب ان يتمتع به الإنسان طالما أنه مدرك أن ما يسير فيه هو أمر فيه الصلاح ومهما كانت نتيجته التي تظهر أمامه في وقتها، فنوح لم يؤمن به الا القليل ومع ذلك واصل الدعوة للحق وهذا ما نراه قد حث لكثير من العلماء على هذه البسيطة وخاصة المخترعين منهم حيث واصل العديد منهم عمله وجهده لأنه آمن بأمر ما وأنه لا بد وأن يتحقق في أي فترة من الوقت وكان لهم ما أرادوا فهم استغرقوا سنين عديدة حتى رأت النور مخترعاتهم بعد تجارب عرضت البعض منهم للخطر وحتى للموت الا أنهم لم ييأسوا من السير في هذا الطريق الذي حلموا فيه في لحظة من لحظات حياتهم الدنيوية فما بالك بمن علم وتيقن أن معه من يرشده وعمق ذلك في نفسه أن ما يدعوا اليه ليس من تفكيره البسيط ولكن من وحي يأتيه ويؤثر على جميع مشاعره ليعمرها باليقين من أنه يسير في الإتجاه الصحيح وهذا ما يجب أن يسير عليه العلماء الذين هم خلفاء الرسل عليهم السلام وأن طريقهم ليس بالهين بل أنهم سيتعرضون للكثير من التشكيك والمضايقات ومع ذلك طالما أنهم مؤمنون بما يقومون به فليس عليهم التراجع بل لا بد من مواصلة الرسالة التي يحملونها وبكل أمانة عليهم ان يوصلوها حتى وإن جار عليهم من يسيرون مجريات الأحداث على هذه البسيطة فالكلمة الحق لابد وأن تكون هي وسيلتهم وبالطريقة التي لا بد وأن تؤثر فيمن يسمعونها أو يقرؤنها فرسولنا الكريم محمد (ص ): قال أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، والطفهم بأهله. ويقول أبو الفتح البستي: واشدد يديك بحـبل الله معتصمـاً فإنـه الركـن إن خانتك أركــان ويقول المثل: لا يكفي ان نؤمن، بل علينا أن نمارس إيماننا. من كتاب روائع الحكمة.