10 سبتمبر 2025

تسجيل

سباق محموم

03 مايو 2023

نكاد لا نبالغ إذا قلنا إن الفضول هو الدافع الرئيسي الذي يحرك معظم أفعالنا وأن هناك دائما فضولا وراء كل شيء نسعى لتعلمه او معرفته او الحصول عليه، واذا كان الفضول غريزةً فهو عند البعض ممن يحبون مراقبة الآخرين هوايةً لأسباب مرَضية منها عقدة النقص أو الحسد أو رغبة الإيذاء بالتشهير بهم او ابتزازهم حتى، إذ يتوهم هؤلاء أن الآخرين أفضل منهم فيسعون إلى معرفة أسرارهم، علّهم يحصلون منهم على أشياء يفتقدون إليها في حياتهم، مع عِلمهم المُسبق ان من راقب الناس أضاع وقته وجهده وعمره في عمل مذموم. وبالطبع هناك فرق بين الاهتمام والفضول، فالأول هو ما يقوم به الشخص بدافع المحبة او المعزة على الأقل مع ترك مسافة شخصية لا تطئها القدم بالسؤال او الإستفسار من الآخر عن امرٍ خاصٍ او الوصول لمساحةٍ شخصيةٍ جداً، اما الثاني فهو كسبقٍ صحفي يسعى لهذا الشخص متباهياً بعدها بأنه انجز ما لا يمكن لسواه الإنجاز بل وكأنه نوع من الذكاء الاجتماعي، حتى وصل البعض من هؤلاء لأن تكون فائدتهم التشفّي ضارباً عرض الحائط بالمثل الشعبي الذي يقول “من راقب الناس مات همّا”. ولا شك اننا نعيش وسط الناس ويعيشون معنا يروننا ونراهم، يعرفون عنا ونعرف عنهم، لكن شُغل البعض الشاغل معرفة كل التفاصيل والبراعة في القاء الاسئلة لاقتناص المعلومة واستكشاف المخبوء في سباقٍ محموم مع الزمان والمكان، فما اكثر «الملاقيف» حولنا ومعنا. هنا الفت الى انني كنت اتمنى ان اجد تفسيراً منطقياً لفضول البعض المرضيّ غير الفراغ الذي يسيطر على حياة البعض منهم، فالكثير من هذه الشاكلة لا يجدُ وقتاً للتفاهات لكنه يرى ان فضوله على شؤون الآخرين وحياتهم والذي اعماه نوعاً ما لهو من الحق المُطلق والذي يستحق منه الوقت والإجتهاد وتسخير الطاقات بل والإستعانة بشركاء للعون !! ولا بد ان اذكر انه شتان بين الفضول العلمي والفضول الاجتماعي، فالأول يُعَدُّ سمة بارزة للتعليم في المجتمعات المتقدمة، بل هو هدف تربوي طموح ونبيل تسعى إلى تحقيقه كل المجتمعات التربوية المتقدمة لأبنائها المتعلمين، اما الثاني فاختصاره «سمةٌ بارزةٌ للمجتمعات المتخلفة» فيا ايها الجائع للقمة الخَبَر والمتسابق لمعرفة خصوصيات البشر اعانك الله على نفسك المتعثره في ضيق تفكيرك وأفق قاع شخصيتك. أخيراً: أبت اللقافة أن تفارق أهلها وأبى اللقيّف أن يكون حكيماً