14 سبتمبر 2025
تسجيلالدولة حولت الأزمة الصحية الراهنة إلى فرص للنمو كشف أزمة كورونا التي عصفت بالكيانات العالمية متانة الاقتصاد المحلي في التصدي لأزمات متلاحقة بدءاً من الانهيار العقاري في 2008 إلى تراكمات ديون اليورو وتذبذب أسعار الطاقة ، وأنّ إدارة المخاطر كان لها دور مؤثر في مساندة القطاعات المختلفة لتواصل النمو. وكان صندوق النقد الدولي قد ذكر انّ الاقتصاد القطري في قائمة الاقتصادات الأسرع نمواً في المنطقة ، بفضل حزم الدعم التي تقدمها الدولة لمختلف القطاعات التنموية . كما ذكرت الإحصاءات المحلية أنّ الدولة لديها احتياطات وافرة من النقد الأجنبي يقارب ال 17 مليار دولار ، ولدى الصندوق السيادي للدولة ما يقدر ب 320 مليار دولار. وانطلاقاً من الركيزة المالية تمكنت الدولة من مواصلة قطاعات البناء والبنية التحتية والخدمات دون أن تتأثر بتداعيات كورونا التي تركت آثارها على العالم ، إلى جانب حزم التمويل التي قدمتها قطر لبيئة الأعمال هيأت أمامها الطريق لتأسيس شركات أدوية ومعقمات ومطهرات وأقنعة واقية وأجهزة تنفس بالإضافة إلى مخزون استراتيجي للغذاء. ففي الوقت الذي يشكو فيه الاقتصاد العالمي من خسائر جمة تسبب فيها التباعد الاجتماعي جراء توقف الأنشطة الصناعية والتجارية وتهاوي أسواق العملات والطاقة ، فإنّ الدولة حولت الأزمة الصحية الراهنة إلى فرص للنمو ، وقدمت العون للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة وشركات صناعية جديدة لتقف على قدميها وتساهم في السوق المحلي لتكون فرصتها في ظل غياب الشركات الأجنبية وتوقف أسواق العالم عن الصناعة والتجارة والتسويق. وكانت الدولة قبل أزمة كورونا قد أولت التعليم والصحة والبحث العلمي اهتماماً بالغاً ، ورصدت لها موازنات ضخمة لتأثير تلك القطاعات على مجمل الحياة المجتمعية في أيّ دولة ، ونتيجة للرعاية والاهتمام الذي بدأ مبكراً لم تتأثر القطاعات كثيراً وتمكنت من مواصلة نموها على عكس شركات في دول عديدة واجهت الانهيار والإفلاس والملاحقة الضريبية . كما يسرت الدولة لشركاتها المحلية فرص استغلال السوق القطري وأن تخوض غمار المنافسة من خلال المبادرة والتحدي والتسويق الجيد والتحفيز. وفي الوقت الذي توقعت فيه منظمات دولية أن تبلغ خسائر الاقتصاد العالمي أكثر من 2,7 تريليون دولار ، وتراجع أداء الشركات العالمية فإنّ قطر بادرت إلى توجيه الاهتمام لتأسيس أرضية آمنة من الدعم المالي واللوجستي بهدف حماية القطاعات من الانهيار أو التأثر بالتداعيات الصحية العالمية.