14 سبتمبر 2025
تسجيلهل يمكنني أن أشرح موضوعاً وسط الملأ؟لا أجد رهبة حينما أتحدث … ولكنني في البداية …أشعر بارتعاشة في القلب … عليّ أن أتأمل وجوه الحضور … وجه تلو الآخر … لأعتادهم …وفي ختام الشرح … عليّ أن أتحمل سخافة البعض..وغباء البعض الآخر … عندما يتركون المضمون ويتناوبون على القشور!ماذا قلت وسط هؤلاء البشر؟لم ينتابني الغرور … إلا قلمي … حينما كتب …ولساني الذي نطق:أنا من زرع ثمراً وحصده الآخر … أنا من غاب دهراً وعاد دون أن يُذكر …أنا من عاش في كدر ليبتسم أحدهم …أنا من قام بتأليف اللحن … وغزل الشعر …ونقش الحرف ليبتلعني الغياب ويظهر الآخر …أنا من داوى جرحاً … وعافى دمعاً… وشكر سعياً …كلاهم أنا … وبلا حرفي هم لا يكونون …لا أقلّد أحداً … ولكنني أبحث عن جبرانيات حروفي …بداخل عقلي الذي امتلئ بأبيات كالسراب …تطايرت في السماء مخترقةً أبراج الدفنة … منذ أن ولدت كتاباتي ذات صباح مع تثاؤب الدوحة …حينما نفضت عن ثوبها ناصع البياض …فاستيقظت واستيقظت معها كتاباتي …لأبني معها ما تركناه بالأمس …خُلقت لأموت … وسأموت لأعيش بعيداً عن البشر …تبدأ حياتي في الثامنة والنصف مساءً …لأرتشف قهوة مرة … ثم أرتمي وسط أحضان الحروف …فأبثها لتسير بين تلك الأبراج الشاسعة … حتى الصباح … فتذوب في قلوب البشر وهم يهمّون لأعمالهم … وصوت المذياع يصدح في شوارع الدوحة …بــــ " وطني الحبيب صباح الخير " …تمدّني بأمواج بحر الكورنيش …وتسحبني بجزرها …بعيداً … بعيداً جداً …لأغيب …ويبتلعني الغياب مرة أخرى!