27 أكتوبر 2025
تسجيلانقضت ليالي مهرجان الدوحة المسرحي 2015 وعاد الهدوء مختزلا بلحظات معبرة ووداع حار بين المسرحيين القطريين وزملائهم من ضيوف المهرجان من مختلف الدول الخليجية والعربية وسط اجواء السعادة والحزن، لم نصدق ان الأيام المبهرة تلك جرت بهذه السرعة.. لم نصدق اننا قضينا تسعة أيام في تفاعل متصاعد يترقب الجميع ما يحمله اليوم التالي من مفاجآت مقدمة من المشاركين، المجسدة في اعمال مسرحية، سهروا الليالي ليقدموا منتوجهم المسرحي امام الجمهور والمسؤولين والنقاد، في تنافس أظهر جدية ما يحمله شباب المسرح اليوم في جعبتهم من ابداعات، وقد فرش البساط لهم وهيأت وزارة الثقافة والفنون والتراث كل المقومات التي تساعدهم في تسهيل متطلباتهم لانتاج تلك الاعمال التي تابعناها طوال فترة ايام المهرجان التسعة.ودع المسرحيون لحظات وإنْ كانت قصيرة إلا انها مهمة في تاريخ المسرح في قطر عاشوها بكل حب وحميمية، لحظات اعادتنا إلى احقية انتماء /ابو الفنون/ في الوجدان كما هي مرسخة في وجدان الشعوب في كل العالم وانطلقنا من هذا المسرح الذي يحتل نقطة البداية.. لا في تحريك وتطوير الثقافة العامة فحسب.. بل لأنه مصدر الشرارة التي تلهم الانسان العطاء.. وتدفعه نحو الرقيّ الفكري.. فكان الجميع ضيوفا وممارسين ومسؤولين قدر هذا الانتماء.لانختلف ان المسرح هو فن الفرجة المتكاملة ومن أشهر ما قيل فيه ما وصلنا من قبل مفكّر اختلف الجميع في تحديد هويته حين اطلق حكمته "أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما" تلقفنا هذه المقولة بتلقائية وسرنا في كوكبه ليكون العطاء في المسرح هو ديدن الحياة وصارت مكانته تسري في الوجدان، وتجلى من مسماه "ابو الفنون" كون كل من يشتغل في عالمه يتغذى بالأدب وبأشكاله التعبيرية.للانسان غريزة التمثيل منذ الصغر ومن هذه الغريزة ينبع المسرح.. من أصل الانسان يخلق المسرح.. من رغبته الفطريّة في التّجسيد.. من خياله الواسع الذي هو أصل الحياة.. فقد راهن المسرح منذ البدء على استمراريته من منطلق ارتباطه بهموم جمهوره وقضاياهم وأحلامهم وتطلعاتهم، ومهرجان الدوحة المسرحي أحد أهم التظاهرات المسرحية التي جمع فيها بين الفرجة والمتعة المسرحية.نأمل ان يستمر عطاء المسرح متدفقا بوجود تلك الكوكبة المتألقة تحت كنف القائمين على شؤون المسرح، ذلك ان للمسرح مسامات تسري في عروق الانسان مسرى الدّم، وشباب المسرح في قطر يواكبون ما وصل إليه العالم من تطور شهدته ساحته ولم يكونوا غائبين عنها.في ظل تلك المعطيات ستكون الايام القادمة حبلى بالانتاج المسرحي السخي والمنافسة مع اشهار فرقتين جديدتين على الساحة. وسلامتكم