17 سبتمبر 2025

تسجيل

أشركني وسوف أتعلم

03 مايو 2015

تتيح لي الزيارات المدرسية الكثير من الفرص الذهبية للاطلاع والاقتراب من المواهب الجميلة والمتعددة التي يمتلكها عدد كبير من الطلاب، مواهب قيمة ومفيدة لهم وللمجتمع ككل، وفي شتى المجالات الأدبية، الرياضية، الفنية، الاجتماعية وغيرها، ولكن هذه المواهب معرضة للتلاشي نظراً لافتقادها للرعاية السليمة القادرة على تنميتها وتطويرها في كثير من الأحيان للأسف الشديد، وبما أن المدرسة هي البيئة الثانية بعد الأسرة التي يقضي فيها الطفل معظم أوقات يومه، يتضح لنا أهمية دور المدرسة ودور المعلم الواعي في تقديم الرعاية للطالب الموهوب أو صاحب الإبداع، وبما أن التربية عملية ديناميكية فإن من واجب المدرسة تعهُد ومراقبة الطالب ومعرفة نقاط قوته لتعزيزها ببرامج ومهارات مدروسة تصقل تلك الموهبة وتنميها، أو محاولة علاج إخفاقاته في كثير من الأحيان . ومن المهم أن تقوم المدرسة بتوفير غذاء عقلي متكامل للطلاب أصحاب المواهب والاهتمامات، ويتمثل هذا الغذاء العقلي في أنواع النشاط التعليمي والمواد الدراسية التي تناسبه وتستثيره وتستهويه وتقوم المدرسة بتوفير ذلك من خلال الرحلات والزيارات المدروسة والبعد كل البعد عن الرحلات التي لا قيمة لها كما هو حادث الآن في كثير من المدارس، ومن غذاء العقل كذلك المشاريع والبحوث الخاصة، برامج القراءة الفردية، الحلقات الدراسية والمناظرات الثقافية، أو من خلال إنشاء النوادي الخاصة للموهوبين وغيرهم . أذكر هنا مقولة جميلة لكونفوشيوس يقول فيها: قل لي وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسوف أتعلم ومن هذه المقولة الشهيرة أستمد أنه من الضروري إشراك الطالب في بناء برامج مناسبة لقدراتهم وتفعيل دور الأنشطة اللاصفية كتفعيل دور المكتبات المدرسية وإشراك الطالب في إعداد المطبوعات الإعلامية والمدونات المتخصصة، وتنمية مهارة القراءة واكتشاف المواهب كالإلقاء والكتابة وغيرها، وكذلك تطوير دور التربية الرياضية وتعزيز مفهوم العقل السليم في الجسم السليم والرياضة للجميع، إن التنوع يكون في تقديم الأنشطة بما يتناسب واهتمامات الطلبة في المدرسة الواحدة وعدم إجبارهم على أنشطة معلبة محددة تحد من إبداعاتهم وتطور مداركهم، وفي الختام أقترح أن يتم اكتشاف اهتمامات الطلبة وميولهن عن طريق استمارات توزع على الطلبة أو لقاءات جماعية بينهم في بداية كل عام دراسي للتعرف أكثر على المجالات التي يرغبون في تنميتها، وتسليط الضوء على أهم اهتمامات الطلاب ورسم إستراتيجيات واضحة وخطط لاحتواء وتنمية تلك المواهب بما يخدم الطالب والمجتمع في آن واحد .