14 سبتمبر 2025
تسجيلالتسامح سمة عظيمة وجاء بها كل الرسل والأنبياء وحتى النظم والأعراف البشرية كانت تنادي بها فهذه سمة لا يمكن أن تتجرد منها كل القيم التي أوجدت ومع معرفة العديد من بني البشر بها إلا أن هناك من تغشاه غاشية تجرده منها أو يتجرد منها ولا أدري كيف يكون حاله بين الآخرين من بني جنسه فالحياة أخذ وعطاء وكما هي لك في حين من الوقت تكون عليك ولذا لا بد من أن يكون المرء منا يتمتع بهذه الصفة وإلا لن يكون للحياة طعم ولا رائحة فالكل سيبتعد عنا في وقت نحن في أمس الحاجة لوجود من ينقذنا من ازمة أو مشكلة نمر بها ولكن من جردوا أنفسهم من هذه الميزة والمكانة بين البشر كيف سيكون حالهم حيث أبلغني شخص طلب منه أن يحاول الصلح أو الإدلاء بكلمة تنهي خلاف أو تفرق بين جارين إختلفا على أمر لا أعتقد أنه من الصعوبة بمكان لا يسمح للفضيلة أن تتواجد بين المتخاصمين وقد يكون الآخر ليس بدرجة من التمرد أو نسيان أمر الجيرة بين بعضنا البعض ولكن الشيطان كما يقال لم يمت وجعل نفس أحدهم مظلمة لدرجة أن من أريد له التدخل بينهما لإنهاء سوء الفهم أن ينسحب لأنه سمع من الطرف الشاكي كلمات لا يمكن أن تقال مهما كانت في حق من أمرنا أن لا نقول لهم أفٍ ولا ننهرهما كما قال سبحانه وتعالى وهذا لأن من أمرنا أن لا نغضبهما لهما مكانة عند خالقنا جل وعلا فالأب والأم مكانتهما عالية حيث قال سبحانه وبالوالدين إحسانا وطاعتهما وتقديرهما مرتبط بطاعة الخالق سبحانه وتعالى ولكن صاحبنا الذي أريد منه الصفح عن جاره لأمر عارض وقد لايستدعي الأمر للوصول للمحاكم أصر على سيره في شكواه واثبت أنه متمسك بها لدرجة أنه ربط ذلك بأن الأمر لوكان بينه وبين أبيه لقام بعمل تنكره كل الشرائع وهو التطاول على والده مما جعل المطلوب منه التدخل أن ينسحب من المهمة التي طلب منه أن يقوم بها حتى لا يتعرض هو لأمرٍ لا يحمد عقباه من هذا الشخص الذي وصلت به الأمور إلى أن يتطاول على والده فهذا أمر لا يصدر إلا ممن لا يملك قلباً رحيماً وتجرد من كل معاني البشرية وهي الرحمة التي منحنا المولى اياها وجعلنا نملك سمة من سماته وهي الرحمة التي احتفظ بتسٍع وتسعين منها وواحدة بيننا نتعايش معها العيشة الحسنة حيث بها نتعاطف لكن صاحب الدعوى أبا أن يكون أحدنا في هذا الأمر مع أن رسولنا الكريم قال (ص ): من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. ويقول الشاعر: الناس للناس من بدوٍ ومـن حضـرِ بعضٌ لبعضٍ وإن لـم يشعـــــروا خـــدم. من روائع الحكمة. فهل يدرك صاحبنا ذلك ويعود إلى موقعه الذي وجد فيه ليكون أحد الذين يتمتعون بحمل صفة من صفات الخالق جل وعلا وهي التسامح والعفو كما يقال عند المقدرة، وخاصة بين الجار والجار حيث أوصينا بالجار حتى وإن لم يكن على ملتنا الحنيفية السمحة حيث كان لرسولنا الكريم (ص) جار يهودي زاره في مرضه فليكن هذا الأمر منارة لنا نسير على نهجها. ولنتدبر هذه الآية الكريمة: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36. ويقول المثل: الجار جار ولوجار. أو لا نأخذ بقول رسولنا الكريم والدعوة بحسن المعاملة للجار والوصية التي أوصى بها أصحابه ومن تبعه تنطبق عليهم تلك حتى ظنوا رضوان الله عليهم أنه سيورثه.