14 سبتمبر 2025
تسجيلقد تصادف أحياناً فريقًا لكرة القدم يتميز جميع لاعبيه باللياقة البدنية والخبرات الفنية العالية، لكن أداء لاعبيه غير مرض، ولا يحقق النتائج المرجوة من البطولات وغيرها ! فاعلم أن الاستعداد النفسي لأعضاء الفريق غير كامل، والحالة المعنوية منخفضة، وما ذلك إلا لأن خللاً في منظومة السلوك العام للمجموعة. ولما كانت المُنظمة تضم مَجموعة من الأفرادِ والموظفين مختلفي الطبائع والسلوكيات والاتجاهات والعادات والتقاليد والأذواق وغيرها، كان من الضروري وجود علم مُنظم يساعد على التناغم والتناسق بين هؤلاء الأفراد كأنهم فرد واحد، لذلك ظهر ما يسمى بـ السلوك التنظيمي من جملة العلوم الادارية التي تدرس في كليات الادارة في شتى الدول. فالسلوك هو كل ما يَصدر عن الفرد نتيجة احتكاكه بغيره. وتسميته بالتنظيمي أي انه هو سلوك الأفراد داخل المنظمة أو الجماعة أو التنظيم. لذلك يُعتبر السلوك التنظيمي هو علم يُساعد على تفسير السلوك الإنساني، والتنبؤ به، والسيطرة علية. والسلوك الإنساني داخل المنظمة قد يكون سلوكًا إيجابيًا، أو سلبيًا؛ فالإيجابي هو سلوك يَسعى لتحقيق أهداف المنظمة، ويَنشأ نتيجة وجود بيئة عمل مناسبة. أما السلوك السلبي، فهو سلوك يَنشأ نتيجة التناقض الشديد بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة. لذلك فنجاح أي مُنظمة مَرْهُون بنجاحِ الأفراد، لِذا كان من الضروري دراسة سلوك هؤلاء الأفراد، ومبررات ذلك أن المنظمات الحديثة في الوقت الحالي أصبحت كبيرة الحجم، وتضم عددًا كبيرًا من الأفراد في تخصصات مختلفة، مما أدى إلى ظهور مشكلات متعددة داخل المنظمة، كما أن شخصية الفرد داخل المُنظمة شخصية مُتقلبة فهو يُغير دائمًا من ميولهِ وأهدافهِ واتجاهاتهِ، وهذا بالطبع يُؤثر على درجة تعاونه مع الإدارة. ولتفادي هذه المشكلات كان لابد من دراسة سلوك الأفراد دراسة عَميقة تَستند إلى علم النفس وعلم الاجتماع. ومن دوافع دراسة السلوك التنظيمي أيضًا، أن الفرد داخل المنظمة قد يتعرض لإحباطات وصراعات نتيجة عدم تكيفه مع المنظمة، فكان لابد من فهم سلوكيات الأفراد للحفاظ على توازنهم النفسي. كما أنه يُعتبر عنصرًا من عناصر الإدارة الناجحة، ومن المهارات اللازمة لمتخذي القرارات. ومن فوائد دراسة السلوك التنظيمي داخل المنظمة، أنه يُسهل من مُهمة القيادة، ويُساعد على زيادةِ الإنتاجيةِ عن طريق فهم بيئة العامل المادية والمعنوية. كما أن تعزيز سلوك الأفراد يؤدي إلى زيادة الجودة، فإذا قدم الموظف عملًا مُمَيزًا وكوفِئ مَاديًا، أو مَعنويًا فمن المحتمل أن يستمر في أداء عمله بالجودة الكاملة. فعلى القادة والمديرين في المؤسسات العربية فهم ودراسة سلوك الأفراد داخل المنظمات، مما يُساهم في خلق بيئة عمل إيجابية تحفز الموظفين على بذل أقصى طاقاتهم، وتحقيق أفضل النتائج.