13 سبتمبر 2025
تسجيلمن كان يصدق أن يرى أحدنا الرئيس الأمريكي السابق والمثير للجدل دونالد ترامب ببدلة برتقالية مشعة وغريبة تشبه إلى حد بعيد ما يلبسه المدانون والمتهمون في سجون بلاده ويقف أمام القضاء في بلاده ليستقبل ما يزيد عن ثلاثين تهمة منها تهمة جنائية واحدة بحسب التسريبات التي نشرتها أكبر الصحف الأمريكية في أول حادثة استجواب وتحقيق تحدث مع رئيس حالي أو سابق للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يمكن أن يؤثر على وضع ترامب الذي كان يستعد لدخول معترك انتخابات عام 2024 الرئاسية والتي كان من شأنها أن يعيد ترامب الضربة لغريمه وخلفه الرئيس الحالي جو بايدن الذي استطاع أن يزحزح ترامب عن حلم العيش في البيت الأبيض لثماني سنوات متواصلة شأنه شأن من سبقه من الرؤساء الأمريكيين ولكن على ما يبدو فإن ترامب يحتاج اليوم لشيء أقرب إلى المعجزة ليتخلص من هذا (العار) الذي لحقه وسيلحقه بصورة أكبر فيما لو ثبتت عليه التهم أو حتى إحداها وعليه حينها أن ينسى تلك المعركة المؤجلة ضد بايدن الذي قد لا يجد له منافسا في معركته الشخصية على مستوى ترامب في تمديد فترة حكمه لأربع سنوات قادمة بحسب ما يراه حزبه الديمقراطي الذي قد يدفع بمنافس جديد إذا ما رأى أن صحة بايدن لا تساعده على ارتقاء سدة الحكم لفترة تزيد عن سنواته المنقضية فيه ولذا فأنا أرى أن ما يمر به ترامب حاليا في توجيه سلسلة اتهامات طويلة ونزول بايدن من أعلى هرم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا قد يطوي أسوأ ملفات الحكم في هذا البلد والذي أسهم في انحسار القوة والهيمنة الأمريكية على العالم كما صرح بذلك ترامب حين أقر بهزيمته الانتخابية أمام بايدن وبدأ الأخير في اتخاذ قرارات لم تكن لتعجب شخصا مثل ترامب الذي يصر حتى هذه اللحظة على أن حكمه كان حكما ناجحا ونافذا ومستوفيا شروط القوة بعكس خليفته بايدن الذي قال عنه إنه شخص مهزوز وقد قلل من مكانة الولايات المتحدة بسياسته المتخبطة لا سيما في التعامل مع روسيا في الهجوم على أوكرانيا والاستيلاء على بعض المناطق التابعة للسيطرة الأوكرانية أو حتى في منع النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط بحيث سطع نجم بكين بعد سنوات عجاف ما كان لأحد أن يسمع بها بحسب وجهة نظر ترامب ولكن وبحسب رأي المراقبين فإن انحسار نور ترامب أو أن يأفل نجم بايدن في المستقبل القريب باقتراب فترة انتهاء رئاسته للبيت الأبيض فإنه يمكن للقادم المرشح والذي لا يمكن أن يكون على نفس المستوى من هذا وذاك أن يعيد الهيبة لأمريكا بالصورة التي بات يرجوها الشعب والممثلون له ويحتل مكان الصدارة التي باتت الصين على مقربة منها خصوصا في أداء الدور الأمريكي في المنطقة، ولعل التقارب السعودي الإيراني الأخير الذي جرى برعاية صينية قد أطار عقل ترامب واتهم بايدن بأنه قد قلل من مكانة البلاد خصوصا وأن إيران تعد عدوا لواشنطن والتي تفرض عليها عقوبات اقتصادية مرهقة نتيجة خلافات على الملف النووي لطهران وعدم امتثال الأخيرة للشروط الأمريكية فيما يتعلق بالملف الذي تتساهل فيه أوروبا بينما تراه الولايات المتحدة معقدا نتيجة التعنت الإيراني في تنفيذ الشروط المقررة في خفض الإنتاج أو نسبة اليورانيوم المعمول به في التجارب الإيرانية ومع كل هذا وذاك فإن اليوم هو من يؤكد أن ترامب بات في حيص بيص في الحقيقة وإن خرج من تهمة أو اثنتين فإن الثالثة ثابتة كما يقولون وربما تشفى من وضعه بايدن الذي أجج الديمقراطيون من حزبه النار المستعرة حول ممثل الجمهوريين ورئيس البلاد في الفترة التي سبقت بايدن دونالد ترامب وعلى ما يبدو أننا سوف نكون أمام مسلسل ممتد لعشرات الحلقات قبل ان يفض القضاء الأمريكي كل هذا اللغط والأقاويل المنتشرة هنا وهناك ويقول كلمته الفاصلة بشأن ترامب وسوف نراقب عن كثب فالأمور التي ترد حت الآن تقول بأن الجديد لم يأت بعد!.