14 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تقلق مما سيفوتك

03 أبريل 2019

يقرر مجموعة من أصدقاء العمل المقربين الخروج لتناول العشاء، ولكن لانشغالك فلن تستطيع الانضمام إليهم. وفي المساء يبدأ ذهنك بالتفكير في المتعة التي ستفوتك، والنكت والتعليقات التي سيطلقونها على الزملاء الآخرين، فيبقى ذهنك مشغولاً طوال الوقت، وتتابع ما يضعونه في وسائل التواصل الاجتماعي، وربما أرسلوا لك فيديو خاصا يخبرونك بأنهم افتقدوك في هذه الأمسية، فلا أنت الذي استمتعت بما تقوم به، ولا أنت الذي خرجت معهم. هذا الشعور يسمى علمياً الخوف أن يفوتك شيء Fear Of Missing Out أو اختصاراً فومو FOMO، وقد أضيف بقاموس أكسفورد مؤخراً. وهو نفس الشعور الذي يجعلك لا إرادياً تأخذ جوالك للاطلاع على الجديد في التواصل الاجتماعي، وبعد أن تضع هاتفك لدقائق معدودة، تأخذه مرة أخرى، وهكذا دواليك. يقول الباحثون إن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أننا نقارن حياتنا بحياة الآخرين، ونتمنى أن نكون مكانهم ونعيش حياتهم، فنشعر بالإحباط وعدم الرضا عن أنفسنا وحياتنا. وفي دراسة أجريت بإحدى الجامعات على طلاب السنة الأولى، وجدوا بأن هناك علاقة مباشرة بين الـ "فومو" وتدني التحصيل الدراسي وقلة النوم وانخفاض الثقة بالنفس. ولكي تعرف مستوى الـ "فومو" لديك، فانتبه لسلوكك اللا إرادي، وإذا ما كانت متابعة وسائل التواصل الاجتماعي هي آخر ما تفعله عندما تخلد إلى النوم وأول ما تفعله عند استيقاظك، وتتبع عدد الساعات التي تقضيها على الجوال يومياً (معظم الجوالات تتيح ذلك بسهولة). فعليك أن تتنبه لسلوكك اللاواعي وتتحكم به، ولا تجعل هدفك أبداً أن تكون أسعد أو أفضل من غيرك، فهذا سراب لن تصل إليه، وحاول بشجاعة أن تفك الارتباط العاطفي بينك وبين جوالك، واستمتع باللحظة التي تعيشها. وأحب أن أطمئنك .. فلن يفوتك شيء قد كتبه الله لك. Twitter: khalid606