16 سبتمبر 2025
تسجيلشوارعنا مكتظة ، وزحمة المرور خانقة وأرتال السيارات الضاغط يلتهم اكتاف الطرق الخدمية ، رضينا بالوضع الراهن فصرنا من ضحاياه ومن مسبباته ؛ واقنعنا أنفسنا بضرورة التضحية استشعارا للواجب الوطني ، ودعم الجهات المعنية لتحقيق المستوى المنشود للمشروعات الكبرى . وقلنا صبرا جميلا والله المستعان ، لن احدثكم عن تأخر انجاز المشاريع فقد اشبعناها طرحا ومناقشة ، وانما اسعى الى معالجة قضية جانبية طارئة، واقصد بها استغلال اصحاب الشركات وتجار الباطن لمواقف السيارات وتأجيرها بنظام اليوم او الساعة، باسعار باهظة رغم انها كانت متاحة وحقا مشاعا على ندرتها مقابل اعداد السيارات المتقاطرة من كل صوب ، والتمدد العمراني يلتهم اجزاء كبيرة من تلك المواقف، وصار مجرد العثور على موقف نركن به مركباتنا أمنية عزيزة المنال ! .جاء تجار الأزمات ومصائب الناس ليزيدوا حجم المعاناة، رغم شح المواقف وهم يناصرون مقولة ( مصائب قوم عند قوم فوائد) و( الصيد في الماء العكر ) فاستولوا على المواقف العامة وفرضوا على الناس رسوما باهظة، واضطروهم للرضوخ ودفع الرسوم، او تضييع فرصة ركن السيارة وقضاء المهمة المطلوبة ، او الرجوع من حيث أتوا آسفين ، حيث تكتظ المواقف وتعم الفوضى المرورية .لماذا تسطو عصابات استغلال الأزمات على المواقف العامة التي وفرتها المؤسسات والوزارات وغيرها خدمة للزوار والمراجعين وحتى لأغراض التسوق ؟! وبأي حق تتولى فئات معينة ادارة وتأجير المواقف، وان يصادروا حقوق الأخرين؟! . نعاني من مشاق الزحمة الخانقة وفقدان اوقات ثمينة بين ارتال السيارات ومحاصرة العمارات، وتقلبات الطقس ، وامزجة السائقين ، ثم حين نصل الى وجهتنا المقصودة نصدم بمن يتاجر باعصابنا ويستغل حاجتنا، قاطعا علينا الطريق، بابتسامة مصطنعة، طالبا مفتاح السيارة ليركنها بحجة توفير خدمة مميزة للضيوف والزائرين مقابل مبلغ باهظ، في ممارسات تتجاهل معاناة الناس وما يكابدونه من عناء ومشقة ، فيضطر بعضهم لتلبية رغبات الطامعين ، في غياب الرقابة والمسؤولية ، وكان الأولى ان يتبرع هؤلاء بتهيئة مواقف إضافية تخفف من حدة الزحمة، وتزيل عن المواطن والمقيم آثار وانعكاسات الوضع المروري والسكاني غير المحتمل ، مما يقتضي تحركا مسؤولا وعاجلا يتصدى لظاهرة ( مافيا المواقف).