15 أكتوبر 2025
تسجيلنتابع بكل فخر واعتزاز الجولة الميمونة التي بدأها سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس بزيارة رسمية إلى أشقائه العرب تشمل كلا من السودان وتونس والجزائر وهي الجولة العربية الأولى له منذ توليه زمام قيادة البلاد في يونيو الماضي، وهي جولة تكمن أهميتها للمتابعين كونها تأتي في أعقاب القمة العربية التي شهدتها الكويت نهاية مارس الماضي وشارك فيها سموه بفاعلية ما زال العالم بأسره يسترجع صدى الخطاب التاريخي الذي ألقاه في افتتاح القمة والتي نبه فيها إلى التحديات الكبيرة التي تعيشها الدول العربية ودول المنطقة والتي تتطلب توحيد الصف وتعزيز العمل العربي المشترك. من الطبيعي أن تتطرق مباحثات سمو الأمير المفدى مع أشقائه قادة الدول الثلاث إلى تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها وترقيتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث تطورات الأوضاع العربية خاصة فيما يتعلق بمستجدات مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط. في الخرطوم التي استهل وجهته الأولى إليها ضمن هذه الجولة كان دفء اللقاءات الحميمة أمس هي التي فرضت حضورها عند الشعب السوداني وقيادته وحكومته، فهم يعرفون ما لدولة قطر من مساهمات كبيرة لبلادهم في كافة المجالات، ويؤكدون أنها الدولة العربية التي وضعت يدها بيد كل سوادني يريد الخير لبلاده ووجد في هذه الدولة الناهضة طريقا آمنا لتعزيز العلاقات لدعم اقتصادها وتنمية مواردها، شعب السودان لن يغفل إسهام قطر بشكل كبير في توقيع وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، لذا هو يتطلع إلى دور أكبر لدولة قطر من خلال هذه الزيارة يحدوهم الأمل في أن تشهد علاقات الخرطوم والدوحة مزيدا من التطور في مختلف مجالات العمل المشترك . أما في تونس الشقيقة التي سيصلها سمو الأمير المفدى اليوم /الخميس/ استجابة لدعوة كريمة من الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي، فالأمر في غاية الأهمية نظرا للمتغيرات التي حدثت فيها ودخولها حاليا في مرحلة الاستقرار والعودة إلى الساحة العربية والدولية بكل قوة .. وهو ما يشجع دولة قطر في الاستثمار في القطاعات الحيوية في تونس، وفرصة مواتية أيضا لزيادة العلاقات المتميزة بينهما وهي علاقات حقيقية مبنية على التفاهم والاحترام والتعاون والأخوة. وستكون الجزائر المحطة الأخيرة لجولة سمو الأمير المفدى، وهذه الدولة التي تربطنا بها علاقات تاريخية ضاربة جذورها منذ القدم تعمل حاليا ضمن برامج طموح لإنعاش اقتصادها منذ بداية العقد الأول من هذا القرن وحتى العام الجاري بميزانية بلغت 286 مليار دولار وهو برنامج حول الجزائر إلى ورشة عمل في مختلف القطاعات ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة الأمر الذي سيشكل قاعدة انطلاقة لمستقبل العلاقات مع قطر بما يخدم مصلحة شعبي البلدين. جولة سمو الأمير تأتي بترقب من الفعاليات الإعلامية والرسمية كونها تمتد إلى عمق العالم العربي والإفريقي الذي تخدم مصالح الأمة وها هي العلاقات تمتد وتتواصل بديناميكية جديدة قائمة على دفع عجلة التعاون الثنائي بين كل منها في العديد من الميادين والقطاعات. وسلامتكم