19 سبتمبر 2025

تسجيل

خطوات نحو تطبيق التعليم الألكتروني

03 أبريل 2014

ميدان التربية والتعليم رحب فسيح قابل للتطوير والتحسين، بما يواكب متغيرات العصر ومستجداته ، وفق ثوابت المجتمع ومقوماته الأخلاقية والثقافية، وقد استشعرت دولتنا الفتية مسؤوليتها في مواكبة ثورة المعلومات والتقنية الحديثة في المجال التعليمي، حيث بدأت بتطبيق التعليم الإلكتروني بتوزيع اجهزة المستعرض اللوحي (التابلت) ، على بعض المدارس في خطوة قابلة لتقييم نتائج التجربة ومدى الفائدة المرجوة من توظيفها في تدريس الطلبة، والفكرة جديرة بالاهتمام والتقدير؛ لأن طلبة الجيل الحالي متعلقون باستخدام وسائل التكنولوجيا بشكل واسع، اضافة الى ان اجهزة التقنية الرقمية تمثل وسيلة تعليمية فعالة ومشوقة يمكن استثمارها في تحفيزهم نحو التعلم وتقدم بديلا مطورا عن الكتاب المدرسي اضافة الى اسهامها في حل مشكلة الأحمال المدرسية الزائدة التي ترهق اجساد الطلبة ، وقبل تعميم هذه التجربة على بقية المدارس يجب تهيئة البيئة التعليمية الملائمة لهذا النوع من التحول التعليمي، وذلك باتخاذ خطوات عملية تتجه صوب العناصر المعنية بالتعليم الالكتروني، وتشمل منهاجا الكترونيا تفاعليا في بيئة تقنية على ايدي مختصين مؤهلين من مدرسين وموجهين، ويوفر دروس مشاهدة واقعية يكون لكل مادة دروس عديدة موزعة بين المعلمين بأساليب متنوعة يختار منها الطالب ما يناسبه ، ويراعى في المنهاج التفاعلي مستويات وقدرات الطلبة، ويحيل الى روابط متقدمة او بسيطة حسب الفروقات الفردية مدرس متمكن مهنيا قادر على تطويع المناهج الكترونيا وليس مجرد مهارات في استخدام جهاز الحاسب او حصوله على دورات ما يعرف برخصة قيادة الحاسوب، وانما كيفية توظيف هذه المهارات تربويا وتعليميا في مصلحة الطالب وعملية التعليم. تهيئة البيئة المدرسية المشجعة على التعليم الالكتروني من اجهزة ومعامل وحتى شكل والوان واضاءة القاعات الدراسية وانواع المقاعد وادوات التسجيل والتصوير....، ولاشك ان دور الطالب في هذه العملية دور محوري فعال باعتباره اهم العناصر ، والمقصود بتطبيقها بالنظر الى درجة تمكن الطلبة من استخدام هذه الاجهزة بما يفوق معلميهم وآباءهم، حتى ان كثيرا منا يحتاجون الى دورات في كيفية استخدام هذه الاجهزة ليتمكنوا من متابعة ابنائهم والتأكد من استفادتهم الفعلية منها ، ويتمثل دور الطالب في تصميم البرامج التعليمية والتواصل مع المعلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام المراجع والمصادر الموثوقة في اعداد البحوث واجراء الدراسات المناسبة لكل مرحلة دراسيةالتقويم وذلك بإدخال بيانات شاملة ومحدثة لعملية القياس والتقويم فليس من المنطق ان نعلم الطالب ونطلب منه استخدام الأجهزة الالكترونية الحديثة، ثم نختبر تحصيله كتابيا على الورقز وحتى نضمن نجاح الخطوات المشار اليها آنفا فلابد من تطوير المنهج بنفس المحتوى ولكن بطريقة عرض الكترونية تحاكي المواقع التفاعلية والعاب التحدي التي يتعامل معها جيلنا المعاصر ، وتثير اهتمامه. ويكون منهاجا تتوافر به واجهة بنظام شبكة المعلومات لكل صف على حدة ولكل فصل دراسي ايضا ، ويتيح روابط لكل درس داخل الوحدة الدراسية تتبع الصفحة الرئيسية وينبثق عن الرابط رابط داخلي لدروس مشاهدة نموذجية واقعية منقولة من احد الصفوف ورابط مكمل بمخطط وملخص للدرس بصيغة ال (بي دي اف ) ، مع نماذج خطة اعداد دروس تتضمن اهداف الدرس وخطوات التنفيذ وانشاء روابط لأسئلة تشخيصية تفاعلية مع نظام يوضح الاجابات الصحيحة ويفصل بينها وبين الخاطئة، مع تعزيز الصحيح وتصويب الخاطئ ، ويختم برابط اسئلة إثرائية وابداعية حول موضوع الدرس، على ان يكون دور المدرس في هذه العملية دور الموجه والمرشد المؤكد المثبت للمعلومة في أذهان طلابه عن طريق تحديد اوقات يتواصل معهم فيها عبر المحادثات المباشرة على شبكة المعلومات ويتابع مستوى ادائهم ، ويساهم في اعداد خطة اجرائية لمراجعة الدروس وتنقيحها بصورة مستمرة، ويبقى ان نعتمد نظام تشغيل ايجابياا محميا ضد المواقع السيئة والمشبوهة ، وبذلك يمكن الاطمئنان الى استخدام ناجح ومأمون العواقب لأدوات التعليم الالكتروني.تنويه واجب اوجه عناية القراء الكرام واصحاب الاختصاص، بأن فكرة وموضوع هذا المقال مقتبسة بشيء من التصرف، من ورقة عمل حول التطبيق العملي للتعليم الالكتروني في مدارس دولة قطر، من اعداد الزميل الفاضل الأستاذ / سامي عبده عيد، منسق مصادر التعلم (أمين المكتبة ) بمدرسة الأحنف بن قيس الاعدادية، والمشرف على تفعيل مبادرة استقبال الجمهور في الخدمة المسائية للمكتبة والاستفادة من مقتنياتها القيمة.