16 سبتمبر 2025
تسجيلالرسالة التحذيرية التي وجهتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة منذ أشهر على لسان وزير خارجيتها، لدول الخليج، من خطر جماعة الإخوان المسلمين، توضح جلياً بأن مستقبل العلاقات بين مصر والإمارات العربية المتحدة ستشهد توتراً خلال الفترة القادمة، مادام حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان على سدة الحكم في مصر. وإن كانت رؤية وزير الخارجية الإماراتي نابعة من أحداث جرت في أرض الإمارات الشقيقة كُشف النقاب عن نوايا مفتعليها الذين اعترفوا بتآمرهم على سلطة الدولة، وهو ما نشجبه ونرفضه كخليجيين، ليقيننا بأن أمن الإمارات العربية المتحدة الشقيقة جزء لا يتجزأ من أمن الخليج، إلا أن هذا الأمر لا ينسحب على باقي الدول الخليجية، فلم يحدث أن شهدت تآمراً مشابهاً ولا أعمالاً إجرامية ارتكبت في حق دولة أو مدنيين، وإنما هو فكرٌ وتوجه لا تستطيع أي قوة ـ مهما كانت ـ أن تجرم معتنقيه، مادام لا يمس ذلك أمن الدولة وسيادتها. ولو فرضنا بأن أتباع جماعة الإخوان في تزايد مستمر، وأن نواياهم اتجهت نحو الوصول إلى السلطة، فإن الشعوب الخليجية لديها رادع طبيعي حظيت به من صنع الخالق عز وجل، فهم وُلِدوا على الفطرة في الالتفاف حول قادتهم منذ مئات السنين، وكابدوا من أجلهم مصاعب الحياة ومخاطرها، ليس لسبب سوى أن هؤلاء القادة والحكام هم أيضا من أبناء أوطانهم، عانوا ما عانوه وكابدوا ما كابدوه، فليس من السهل على أي فكر أو تيار أن يغير دواخل شعوبٍ ارتضت بهؤلاء الحكام قادةً لها، أو تكون جزءاً من مؤامرة تحاك ضد أوطانها.. المخاوف الإماراتية هناك ما يبررها؛ ولكن من المؤكد بأن ما يبدد هذه المخاوف يقيننا بأن أمن الخليج هو خط أحمر لن يستطيع الإخوان ولا غيرهم من تجاوزه، مهما بلغ الأمر بهم، وما ينبغي أن تخشاه الإمارات وكافة الدول الخليجية هو ذلك الخطر الإقليمي الذي يتربص بهم، ويسعى بكل ما يملك أن يزرع الخلافات بين الأشقاء ليصل إلى هدفه الرئيسي وهو بسط نفوذه على هذه المنظومة الخليجية، هذه المخاطر التي باتت تقترب مناّ على الصعيد الجيوسياسي، إن لم نقف ضدها، وقفة رجلٍ واحد وفق ما رسمه القادة الخليجيون في اجتماعاتهم الأخيرة، للبدء في التحول إلى اتحادٍ خليجي يحقق طموحات شعوبه، فإننا معرضون جميعاً لمواجهة عاصفة هوجاء ستعصف بدولنا ووحدتنا الخليجية!! فاصلة أخيرة الخلايا النائمة التي تعيش بيننا وخلف أظهرنا، هي لعمري أشد خطر يواجه خليجنا.. ومن المؤسف أن نجد لهم نفوذاً تجارياً، وأيدي برلمانية في بعض بلداننا، وكلهم سواء!! يتلقون الأوامر من رأس الشر: "هي ومن غيرها؟"!!