13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ فترة تلقيت مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية ردا وتعقيبا على مقال (السنوات الضائعة)، وما لاحظته حقا ان هناك من الموضوعات تلمس داخل البعض مباشرة وكأنهم يرونها صورة لحياتهم، فتنعكس صدقا على آرائهم التي أتلقاها عبر البريد الإلكتروني، والتي أقدر أصحابها كثيرا، وأشكرهم لأنهم قد منحوني من وقتهم كلمات أثرت بي وأسعدتني. ويبدو أن موضوع "السنوات الضائعة" قد مس قلوب البعض بقوة، لما تلقيته من ردود. ومن بين تلك الرسائل التي وصلتني رسالة كانت لإحدى القارئات، وجدتني أبكي تأثرا من كلماتها المعبرة الصادقة، وربما لأنني قد عرفت في حياتي من تطابقت كلماتها مع معاناته، وقد قالت في رسالتها: (عندما قرأت مقالك (السنوات الضائعة) تذكرت نفسي، فأنا من مرت بي السنوات وأنا أرضي فيها الجميع إلا نفسي، وأفكر في الآخرين ما عداي أنا، ومضى الزمن سريعا طوى سنين عمري برضاي ومباركتي، لأني وضعت أهدافا لحياتي وربطت سعادتي بتحقيقها، وأنا في الفصل الأخير من تحقيق أمنياتي لم أكن سعيدة يوما إلا لأنني وضعت هدفا، فاعتبرت سنواتي الضائعة في النهاية غير ضائعة، وربما أعظم سنوات العمر). لقد شعرت بأن كلمات كاتبة الرسالة مثقلة بعمر وسنين، وقد اختصرت حياتها في كلمات وأسطر معدودة، وجاءت صورة صادقة مطابقة لما كنت أعنيه من كتابة هذا الموضوع. أحيانا قد نصدر أحكاما جهلا منا على حياة البعض واختياراتهم بأنها خاطئة وليست في محلها، كأن ننتقد شخصا رجلا كان أو امرأة لأنه اختار أن ينفصل عن شريكه ليختار لنفسه حياة أخرى وسنين أخرى، وقد ننتقد أيضا من فضل الاستمرار في حياة لا تلوح فيها أي سعادة من أجل اعتبارات أخرى هو من يقدرها، وقد ننظر إليها نحن على انها اختيار خاطئ لا يستحق كل ذلك الصبر. ولكن لا شك إن الإنسان وحده من يستطيع تقييم حياته في النهاية، وقناعته هي من تقوده إلى السعادة في كل الأحوال، فليس من الخطأ أن نختار ما يرضينا، لكن الخطأ أن نتمرد على اختيارنا واختيار القدر. ولا شك أن هناك من يقدمون سنوات العمر الغالية هدية لمن يحبون، كي يصلوا بهم للسعادة التي لم يصلوا هم لها. وفي كل الأحوال فالأهداف السامية النبيلة هي التي ترتقي بسنوات العمر الضائعة، لتجعلها سنوات ثمينة، وتجعلنا نقف لها ولأصحابها حبا واحتراما. وفي النهاية، شكرا لكل القراء الذين يتوقفون لدقائق ليقرأوا زاوية (من الحياة)، وشكرا لكل من يتواصل معي عبر البريد الإلكتروني، آملة للجميع سنوات خصبة بالحب والرضى والسعادة.. ودائما تهمني آراؤكم.. ويسعدني تواصلكم. [email protected]