11 سبتمبر 2025
تسجيلأشكر للجميع سؤالهم عن صحة والدتي وصحتي، ودعاءهم لنا وللمسلمين بالشفاء العاجل. وأشكر بالذات كلاً من أخي معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأخي صادق بن محمد العماري رئيس تحرير جريدة الشرق، على اهتمامهما وسؤالهما المستمر عن صحة والدتي. أما من أطلق إشاعة منعي من الكتابة فأقول له عين خير فنحن في قطر وليس في دول الحصار. أما عن مقال اليوم، فأرجو أن تسمحوا لي في البداية أن أرفع لمقام سمو الأمير المفدى، وإلى كافة الشعب القطري، من مواطنين ومقيمين، وكافة الشعوب العربية والإسلامية، التهنئة والتبريكات بحصول منتخب دولة قطر الوطني على كأس آسيا 2019. لقد لعب المنتخب، وهذه كلمة حق، بكل قوة وتفان لرفع اسم دولة قطر عالياً، وبخاصة أن هذه المنافسة تأتي في وقت تقع فيه دولة قطر تحت حصار آثم من دول كنا نعدهم من الأشقاء. والتحدي الأكبر أن المنافسة وقعت أحداثها على أرض الإمارات وهي واحدة من دول الحصار. لقد جندت الإمارات كل مرتزقيها من إعلاميين، ومن وسائل إعلامية، ومن جمهور، وفوق ذلك دخل الإعلام السعودي فزعة للإمارات بهدف النيل من عزيمة، وحماس المنتخب القطري، لدرجة أن السلطات الرسمية الإماراتية منعت الجمهور القطري من حضور مباريات منتخبه، بل وقامت بالتضييق على الشعب العماني في مناصرة وتشجيع المنتخب القطري. ولكن الإعداد الجيد، والتخطيط السليم، والروح القتالية التي تميز بها أفراد المنتخب جعلت من المستحيل ممكناً. وفي كل مرة يتقدم المنتخب القطري للوصول إلى المباراة النهائية يزيد الحقد والغل في قلوب وعقول المرتزقة من الإمارات والسعودية. وعندما وصل المنتخب القطري إلى ما قبل النهائي تحتم عليه مقابلة المنتخب الإماراتي. وقامت الإمارات، بوسائلها الإعلامية ومطبليها المطاوعة، بتحويل المنافسة الرياضية إلى معركة حربية، وأطلقوا على المباراة التي جمعتهم مع قطر مسمى "معركة وطن". وقامت الإمارات، بهدف حرمان العمانيين من دخول الملعب لتشجيع المنتخب القطري، بشراء جميع تذاكر المباراة ومن ثم توزيعها على المشجعين الإماراتيين بالمجان. ومع كل هذا الحشد الإعلامي ضد قطر ومنتخبها الوطني فإن رب العالمين وفق منتخبنا في إحراز أربعة أهداف نظيفة في مرمى الإماراتيين. أما العجب العجاب والجور في الخصومة فقد تجلى في المباراة النهائية التي جمعت قطر واليابان فقد تحول فيها المجتمع الإماراتي إلى مشجع للمنتخب الياباني "الصديق" ضد منتخب قطر "الشقيق". ولكن بقدرة رب العالمين، ومن ثم بهمة الشباب القطري، استطاع المنتخب القطري الفوز على منتخب اليابان. ومع فوز قطر، في المباراة النهائية لكأس آسيا 2019، فقد عمت الأفراح ليس في قطر وحسب بل في دول عديدة بالكرة الأرضية، في حين عمت الأحزان والأتراح دول الحصار. وإذا كان لابد من كلمة في هذا الشأن، وحتى لا يضيع المنتخب ولا تضيع مجهودات الدولة، فإنني أضع أمام المسؤولين عن القطاع الرياضي النقاط التالية: أولاً: ضرورة تأمين جميع اللاعبين: عندما كان ابني حمد يلعب في منتخب قطر لألعاب القوى كان محاطاً بالاهتمام الكبير، ولكن بمجرد إصابة ركبته تخلى عنه المنتخب والدولة ولم يحظ بالعلاج الملائم، ولولا توفيق رب العالمين ومن ثم شهادته الجامعية لعانى في حياته الكثير، إنه من المهم أن يشعر اللاعب بالأمان من جور المستقبل عندما يتعرض للإصابة في داخل الملاعب، لقد درجنا أن نحيط اللاعب بالاهتمام والرعاية ما دام قادراً على اللعب بحرفية بالغة، ولكن عندما يتعرض لأي إصابة فهو يركن في دائرة النسيان المطلق، ولو أعطي قليلاً من الاهتمام فإنه لن يتجاوز تحويله إلى مستشفى "سبيتار" صفر اليدين، لا معيل ولا معين، والنماذج على ذلك كثيرة. إن التأمين على اللاعب سوف يحفزه على بذل مزيد من الجهد في الملاعب لأنه سيضمن العلاج المناسب في أرقى المستشفيات في العالم، مع مخصصات شهرية تضمن له مستوى معيشة لائقا. ثانياً: مد المنتخب بالأفراد المناسبين: حتى يستطيع النهر أن يسير فإنه لابد من استمرار تدفق المياه في واديه، إنه من المهم عدم التوقف في إيجاد الأفراد المناسبين كبدلاء، وإعداد الخلفاء للمنتخب. ومشكلتنا في قطر أنه إذا أحببنا أحد اللاعبين شاركناه في كل مباراة، سواء كانت محلية أو دولية، حتى نستنزفه بالكامل، وعندما نصل إلى هذه المرحلة لا نجد من يخلفه في مكانه بنفس الجودة. وما شاهدناه في مباراة قطر واليابان لهو خير دليل على ذلك فقد حافظت شباك العنابي على نظافتها ولكن بمجرد إصابة لاعب الدفاع، وخروجه من الملعب، تم تسجيل أول هدف على المنتخب القطري، أي أن خروجه بالإصابة عمل على خلخلة صفوف الدفاع في المنتخب. ثالثاً: تقنين المكافآت: إن المكافآت هي أمر ضروري لمقابلة الجهد أو العمل المتميز الذي يقوم به أي فرد، ولكن التمادي بها قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فما أزال أتذكر نهائي بطولة العالم للشباب لكرة القدم 1981، التي أقيمت في استراليا، ولولا الظروف الجوية والأمطار الكثيفة التي هطلت في وقت المباراة لكان الفوز حليف القطريين، ولكن انتهت المباراة بنتيجة 4 – 0 لصالح ألمانيا "الغربية" وبه حلت في المركز الأول وأتت قطر ثانياً. وبمجرد رجوع المنتخب إلى قطر انهالت على أعضاء المنتخب الهدايا، والتبرعات المادية والعينية، من كل صوب وحدب مما أدخل في نفسية بعضهم الغرور، وأصبح لعبهم في المباريات التي تلت يرتكز أساساً على ما سيحصل عليه أعضاء الفريق من عائد، وبه فقد أعضاء المنتخب الروح القتالية والولاء للوطن. رابعاً: تقييم الأداء: إنه من المهم استمرار تقييم الأداء ودراسة نفسية اللاعب قبل كل مباراة، إن إداء اللاعب في المباراة يعتمد على مدى استعداديته من حيث التدريب واللياقة، وهناك أمر لابد من التأكيد عليه وهو قياس مستوى الاستعداد النفسي لكل لاعب قبل دخوله الملعب. إن الجوانب النفسية مهمة للغاية فاللاعب المشوش نفسياً، بسبب ظروف يعاني منها، قد تقلص مدى حماسه في إداء المباراة، مما قد يقلب نتائج الفريق ككل. خامساً: رفع روح الإخاء بين أفراد المنتخب: إنه من المهم زيادة تلاحم أفراد الفريق مع بعضهم البعض كأخوة وليس كمنافسين، إن إحراز الأهداف أمر مهم ولكن الأهم من ذلك هو التمريرات بين الأفراد، فتسجيل هدف من أحدهم يعتبر أن الجميع مشاركون في ذلك الهدف، أما غياب شعور الأخوة بينهم تنتج عنه رغبة في الاستحواذ على الكرة، وعدم تمريرها للآخرين، لتحقيق الهدف المطلوب، وهذا يؤدي في أكثر الأوقات إلى ضياع فرصة تحقيق الأهداف. سادساً: المساواة في الرواتب والحوافز: إنه من المهم عدم تمييز أي لاعب على اللعيبة الآخرين في الرواتب والحوافز، فالكل يعمل لهدف واحد، وبنفس المستوى، وهذا لابد أن يصاحبه المساواة في كل شيء، أما أن يحصل أحدهم على الحظوة والآخر على الفتات فهذا سيخلق على المدى الزمني شعورا بالقهر والنقص، مما سينعكس على مستوى اللعب داخل الملاعب، وربما قد يؤدي أيضاً إلى عدم التزام اللاعبين على حضور التدريبات المقررة. وفي الختام نقول لكل فرد من أفراد المنتخب، سواء كان لاعباً أو إدارياً، قواكم الله، وشكراً لأنكم أدخلتم السرور على الشعب القطري الذي عانى كثيراً من غدر دول الحصار. ونقول للقيادة القطرية شكراً جزيلاً أنكم أخذتم المهمة، ليس في الرياضة فقط بل في كل الأمور الاقتصادية والسياسية، وأجدتم في طرق تنفيذها بالصورة الممتازة التي تليق باسم قطر، وشعبها الكريم المعطاء. وإلى الأمام سيري يا قطر و"فرفتي" قلوب كل من تربص بك، أو أراد النيل منك. والله من وراء القصد،، [email protected]