19 سبتمبر 2025
تسجيلالسلطة التنفيذية فى أي مجتمع هي موضع المساءلة والنقد، لأنها من ينفذ ويعمل، فأصحابها بالتالي قبلة للنقد، وليس في هذا تقليل أو إشكال، فطبيعة عملهم تحدد ذلك. يبقى خوف المجتمع من الحامل الاجتماعي للفرد عندما يتحدث عن وظيفته أو منصبه الذي يعتليه. لا يلام المجتمع من خلال مؤسساته المدنية إن وجدت إلا بقدر عدم مبادرته.. لماذا هذا مهم لتطوير رقابة المجتمع؟ لسبب بسيط وهو دوره فى إيجاد العقلية الناقدة، ومن ثم العقلية الإيديولوجية التي سينعكس وجودهما على الصحافة ودورها فى المجتمع وتطوره، فيصبح هناك حس وميل واضح، بل وتوجه واضح لكل صحيفة بعد تَكوّن العقلية الإيديولوجية في المجتمع التي تختلف فى نظرتها للإصلاح والتطور من نظرة إلى أخرى، وبالتالي من صحيفة لأخرى. عدم وجود مثل هذا الأمر الهام جعل من الصحافة القطرية صحافة خبر، وليست صحافة رأي، وإن وجد بعضٌ من الرأي فهو رأي التيار السائد وليس الناقد، بل إن وجدت إشارة مباشرة ونقد مباشر بالاسم لمعتلي المنصب أو الوظيفة الكبيرة بالذات تهاتف القوم لاشعوريا: ثمة توجيه قد تم، لأن مثل هذا الأمر لايزال فى طور الخروج عن القاعدة، فالمجتمع لايزال لا يفرق بين الشخص وما يمثله رسميا، فإن خلع جلباب أوثوب ما يمثله رسميا، لم يعد هدفا لتمثل الصالح العام. من المهم التوجيه بأن تبوُّء المنصب والوظيفة الحكومية له تبعات فى مقدمتها الملاحظة والنقد والتوجيه من خلال المجتمع وأدواته، ومن الضروره إدراك أن الوظيفة لا تتحمل العبء الاجتماعي لصاحبها، فهي عامة وملك لأفراد المجتمع، وهو مواطن له كل الاحترام؛ التوازن بين حقوقه وحقوق الوظيفة مسؤوليته حتى يتركها ويظفر بحقه العام من المجتمع من احترام وتقدير.