05 أكتوبر 2025
تسجيلعندما زادت الفتوحات الإسلامية في بدايات عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، واجه المسلمون مشكلة تعدد المصاحف المكتوبة بأشكال مختلفة، وبسبب دخول الكثير من العجم في الإسلام؛ فلم يكن من السهل توحيد طرق القراءة، واختلفوا فيما بينهم، فأمر عثمان بكتابة مصحف موحد، وبعد الانتهاء منه أرادوا أن تبقى نسخة موحدة تتناقلها الأجيال حتى قيام الساعة ولا يختلط الأمر عند الناس مستقبلاً، فأمر رضي الله عنه بجمع النسخ الأخرى وحرقها، وفعلا فقد تم حرق بقية المصاحف، وشهد على ذلك وأقره مجموعة من كبار الصحابة، وبذلك بقيت نسخة واحدة وهي التي بين أيدينا اليوم والتي تسمى بالمصحف العثماني. بعد سنوات جاء بعض الحاقدين وأشاعوا بين الناس مجموعة من الأخبار لتشويه صورة عثمان بين العوام، خصوصاً ضعاف النفوس والعقيدة، وكان من بين الأخبار التي نشروها أن عثمان بن عفان حارب القرآن وحرق المصاحف. واقتطعوا بذلك السياق التاريخي والموضوعي لهذا الحدث، ونشروا فقط هذا المشهد المجتزأ، ليؤلبوا قلوب خفاف العقول من الناس على عثمان. وعندما سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه - والذي كان حاضراً وقت حرق المصاحف - ما يقول الناس عن عثمان قال: "لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان". إن كان هذا ما حدث مع عثمان، وهو الصحابي الجليل المبشر بالجنة، والذي تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن الطبيعي أن يأتي بعض الحاقدين في هذا الزمان ليتبعوا نفس الأسلوب ضد خصومهم الناجحين، وينشروا صورة أو مقطعاً صوتياً مجتزأ من مكالمة أو اجتماع، أو غيرها من الاقتطاعات التي أخرجوها من سياقها لزرع الضغينة في نفوس الناس. فاحذر أن تصدق ما كان خارج سياقه. @khalid606