نورت يا بوحمد 

تفاجأ كل من في مسرح قطر الوطني يوم الخميس الماضي وقبيل بدء عرض مسرحية شللي يصير للنجم الكبير غانم السليطي وهو يدخل حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى صالة المسرح واختير مقعدا له بين الجمهور دون أن يكون هناك أي استعدادات أو تجهيزات بروتوكولية في مثل هذه الحالات  او حتى كرسي مختلف عن كراسي المسرح ، وحين يحل تميم المجد يحل الفرح وقد كان قريبا  جدا من الشعب وهو واحد منهم فقد تلقى التحية من الجمهور وسلم عليه  البعض وجلس يشاهد العرض المسرحي الذي يعالج أزمة الخليج ، من خلال  خمس لوحات منفصلة، تحمل كل لوحة منها حكاية من واقع الأزمة وتنقل الهواجس التي يفكّر فيها المواطن القطري بعد تخطي الصدمة الأولى للحصار، والأسئلة التي تلحّ عليه حول المستقبل وعلاقته بالجيران من دول مجلس التعاون في عرض مسرحية شللي يصير يهذب الفنان غانم السليطي  إلى محاكمة أخلاقية للحصار المفروض على قطر منذ 5 يونيو الماضي ، حيث "انتهى مجلس التعاون الخليجي الذي يُقرَّر فيه مصير الشعوب من دون مشاركتهم"، كما ان غياب صوت مجلس التعاون في هذه الازمة من هنا برز هذا العمل المختلف عما قدم من اعمال ان حضور زعيم عربي وقائد لهذه الأمة عرضا مسرحيا يعد وساما على صدر المسرح في قطر والخليج العربي والوطن العربي وتأكيدا على أهمية المسرح في تنوير الشعوب العربية وليس فقط مجرد الاضحاك او التهريج ان هذا الحضور لسموه وتوجيه كلمات الشكر لسموه لا تكفي وان كان حضور سموه ليس هي المرة الأولى التي يشاهد امير البلاد المفدى عرضا مسرحيا وهو دوما يوجه سعادة وزير الثقافة بضرورة دعم المسرح في قطر وكانت كلمته الأولى عند توليه مقاليد الحكم في البلاد أكد فيها على الثقافة والهوية القطرية.  إن صعوده المسرح بعد نهاية العرض لكي يسلم على المشاركين جميعا فردا فردا تعودنا من بو حمد ذلك فكل من في المسرحية أسعده ذلك وعلى رأسهم الفنان غانم السليطي دون أدنى شك فلا نملك إلا أن نقول نورت يا بوحمد.