11 سبتمبر 2025

تسجيل

نهاية حقبة التشريف

03 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الخطاب التاريخي لسمو أمير البلاد المفدى، بعد التشكيل الأخير لأعضاء مجلس الوزراء الجديد رقم 1 لسنة 2016م، يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أننا أمام مرحلة تاريخية ومهمة لمواكبة التحديات التي تواجه شؤوننا الداخلية، وخاصة ما يتعلق بمواكبة رؤية سمو أمير البلاد المفدى قطر 2030، وحين نفند الخطاب بشكل منهجي وعملي نرى أن فلسفة الاهتمام بالتنمية البشرية هو المحور الاساسي، والاهتمام بالمواطن هي النقطة المركزية، التي يتم البناء عليها في عملية التنمية الشاملة والمستدامة لدولة قطر. لن ينفع فتح الملفات القديمة، على الأخطاء التي حصلت، والتجاوزات والتجارب الفاشلة الا في حالة واحدة هي الاستفادة الايجابية من تلك التجارب، وتجنب السلبيات في المستقبل، ويجب ان يكون نهجنا هو التطلع الى المستقبل، وما هو آت، علينا أن نتحرك.. علينا نحن فقط أن نعمل، من أجل رفعة وطننا، علينا أن نسابق الزمن من أجل أن نتدارك ما فات لأجيالنا القادمة، لنكون خير سلف لمن يخلفنا. فلقد ولّت ـ بلا عودة ـ حقبة التشريف، والتفاخر بالمناصب، واستغلال النفوذ الوظيفي الذي يقودنا إلى دهاليز الفساد الإداري والمالي، ولا نكون كبعض من تبوؤوا مراكز اتخاذ القرار واستثمروا مهاراتهم المَرَضية والنفسية والمصلحية، بالتفنن في اغتيال الكفاءات والقدرات والطموحات الشبابية، وطمس هويتهم النفسية الإيجابية، وأبدعوا في وأد الكفاءات في مهدها، وخنق الإبداعات المتألقة، وتخندقوا في وكر المحاصصة البغيضة، واستخدموا ابغض الادوات من: الحجب والحرمان والتجميد والإقصاء والاستغناء والتهميش والتشويش والتخويف وتثبيط العزائم والهمم، فانكفأت أجنحة العملية التنموية، بحرمانها من شريان المؤهلات العلمية والفنية والتخصصية ذات الكفاءة، وأصبحنا نعالج التصدعات وشرخ جدار التنمية، الذي من خلاله سنعبر الى حديقة العالم المتقدم والمتميز.المطلوب من الآن فصاعداً ـ والهدف المنشود ـ هو الريادة والتفوق واعتلاء قمة الهرم الاقليمي والدولي، والمحافظة على الإنجازات، وخلق جيل واعٍ بقضايا وطنه وامته، فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، لتكن اساسات الارضية التي ننطلق منها ونرسي بها دعائم الدولة الحديثة، هو التمسك بديننا الحنيف، وشريعتنا السمحاء، وعاداتنا وتقاليدنا العريقة التي ورثناها من آبائنا الأولين، ويكون عملنا ممزوجاً بالإبداع والتميز، لأننا ـ وببساطة ـ نملك ـ ولله الحمد ـ كل الامكانات التي تؤهلنا للوصول لما نصبو اليه. أخيراً وليس آخراً، ومن باب قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"!! أدعو لإخواننا الوزراء بأن يعينهم الله ويوفقهم ويسدد خطاهم، على ما تم تكليفهم به، ويجعلهم الله خادمين لشعبهم وأميرهم ووطنهم، وأقول لهم ما قاله ابن القيم: تكون نائماً وتقرع أبواب السماء عشرات الدعوات لك، من فقير أعنته، أو جائع أطعمته، أو حزين أسعدته، أو عابر ابتسمت له، أو مكروب نفّست عنه، ورضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك!! فاترك ما لا يدرك، وأدرِك ما لا يترك.والسلام ختام.. يا كرام