12 سبتمبر 2025
تسجيلتعتبر بحوث الاقتصاد المستقبلية أساسا لرسم الاستراتيجيات التي يقوم عليها قطاع العمل في مجالات مختلفة، وهي تضع رؤية استشرافية تتلمس حاجة المجتمعات.ويولي الاقتصاد الأوروبي أهمية قصوى للدراسات الاستشرافية التي تفتح الآفاق أمام قطاعات العمل، لكونها تقيس احتياجات السوق والعرض والطلب ومدى الطلب على سلعة أو منتج دون غيره، في حين لا تعير منطقة الشرق الأوسط اهتماما بها، وهذا ما يتسبب كثيرا في العشوائية واضطراب السوق.ومن هذا المنطلق بدأت دول العالم ترسم استراتيجياتها نحو العلوم الجديدة مثل التقنية والتدفق المعلوماتي والبيئة والخدمات المالية والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، والتي خصصت لها منذ سنوات مضت موازنات ضخمة من أجل التوصل إلى بيئات أعمال منتجة.ولعل أبرز القضايا الملحة التي تنفق دول العالم على أبحاثها ومسوحاتها مليارات الدولارات هي تحديات التغيرات المناخية والهجرة البشرية والنزوح ونقص الطاقة والمياه والغذاء، والطاقة البديلة، وهي إشكاليات صعبة لم تتمكن الفرق البحثية والجهود الدولية من إيجاد حلول لها.وتنفق دول الخليج دعما سخيا على الدراسات والبحوث الاقتصادية، وتخصص لها موازنة سنوية وهيكل تنظيمي من أجل استشراف الغد، وأبرزها اقتصاد المعرفة والصناعة الرقمية والبيئة المستدامة والتعاملات الحكومية الإلكترونية.ويقدر إنفاق الدول العربية على الدراسات البحثية ٠،٥٪ وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالسويد وفرنسا اللتين تنفقان ٢،٩٪، وقد أنفق العالم في ١٩٩٠ مبلغ ٤٥٠ مليار دولار وكان إسهام الدول النامية أقل من ٤٪. ويقدر حجم الإنفاق على علوم الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من ٤٠ بليون دولار، وفي الدول العربية قرابة ٢٠٠ مليون دولار في الثمانينات، إلا أنه ضعف في السنوات الأخيرة بسبب الصراعات الدائرة. وتواجه دراسات الاقتصاد تحديات تعرقل استمراريتها وتؤثر على تطبيقاتها في بيئة العمل أبرزها الاضطرابات الاجتماعية والبطالة وتعثر سوق العمل في أوروبا، والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي في عدد من دول الشرق الأوسط، حيث يكون من الصعوبة إجراء مسوحات ميدانية أو استشرافية بسبب ضبابية الواقع.ورغم ذلك، فالاقتصاد العالمي يسعى لإيجاد أرضية مناسبة للعلوم الجديدة التي لن تلبث حتى تتحول إلى اقتصاد فاعل.ويقف اليوم عائق الدعم المالي عقبة أمام تقدم دراسات الإنترنت والطاقة والخدمات مثلا، لكونها محفزا للاستمرارية، والكثير منها يعاني من ضوائق مالية ولا يمكنها تهيئة الأجواء أمام صناعة رؤى الغد.