17 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيكون عيد ميلاد "آسية" احتفالية مختلفة ؟!

03 فبراير 2016

احتفاءً بقرب حلول الذكرى الحادية عشرة لميلاد ابنته المميزة "آسية"، طلب الصديق الباكستاني العزيز د.عارف صديق من عدد من المهتمين بالشأن التربوي والثقافي في باكستان والعالم العربي مشاركتهم له بهذا الاحتفال من خلال كلمات تقيّم المشوار التي قطعته ابنته في تعلّم العربية منذ أن بدأه معها عندما كان عمرها عاما واحدا وحتى الآن، وتقديم المقترحات التي تعينها وتعينه على إثراء لغتها العربية، خصوصا أنه أعجمي وأنها تعيش في محيط أعجمي، وأعرب عن أمله في أن يكون الاحتفال بعيد ميلاد ابنته هذا المرة بأسلوب مختلف، وأن تكون الاحتفالية السعيدة مناسبة ثقافية نافعة بامتياز. وقد دعيتُ ضمن من وجّهت لهم الدعوة بحكم متابعتي لتجربة آسية منذ عدة سنوات، والكتابة عنها وتقديمها من خلال الحوارات والمقالات غير مرة، منذ عام 2010 وحتى الآن ضمن اهتمامي بإعلام الطفل، ورصد التجارب الواعدة للموهوبين من الأطفال، والمساهمة في برامج تنمية المواهب الإعلامية والأدبية للأطفال، والتأكيد على ضرورة تعليمهم الفصحى تحدثا وكتابة بها، وأهمية تحبيبهم بلغتهم، والتركيز على تذوّقهم لجمالياتها المختلفة، منذ نعومة أظفارهم.وأقدم نبذة مختصرة حول تجربة آسية كقصة نجاح تحتذى لمن لم يطلع عليها، فقد بدأ والدها الأكاديمي والإعلامي د. عارف تعليم ابنته العربية الفصحى عام 2006، وكان عمرها سنة، متأثرا بتجربة الدكتور عبد الله الدنان صاحب "نظرية تعليم الفصحى بالفطرة والممارسة"، وقد ترك لغته الأم وهي الأرديّة، وبدأ يتحدث إليها بالعربية دوما، وبعد عامين بدأت تتحدث العربية الفصحى بطلاقة، أي منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات فقط، واستمرت آسية في تعلم اللغة العربية في السنوات المتعاقبة حتى تمكنت من تسجيل بعض الأرقام القياسية على مستوى باكستان، أو ربما على مستوى العالم مثل: آه الحصول على الشهادة الجامعية في المحادثة العربية في عمر سبع سنوات من جامعة العلامة إقبال المفتوحة بإسلام آباد، ثم شهادة الدبلوم المتقدّم باللغة العربية من الجامعة العالمية الإسلامية بإسلام آباد في سن تسع سنوات، ثم تأليفها لكتابها الأول بالعربية للأطفال في عمر ثماني سنوات، ثم تأليفها لكتابها الثاني في عمر تسع سنوات (وهما لغير الناطقين بالعربية)، فضلا عن تسجيل عدد كبير من تسجيلات الفيديو تجاوز مائتين باللغة العربية. ما أريد أن أخبر به د.عارف بهذه المناسبة أن اهتمامه بالعربية الفصحى وحبّه لها وحرصه عليها، بل وحرصه على تقديم نموذج يحتذى في تعليم العربية الفصحى للأطفال منذ نعومة الأظفار رغم أنّه أعجمي، قد لا يجده عند الغالبية الكاسحة من الآباء العرب، وكذلك عند الناشئة والشبان العرب، فتجربته مع ابنته حجّة عليهم، رغم أنهم أصحاب اللسان، ولغتهم (العربية) هي اللغة الأم، لأن واقع الحال يشير إلى أن الأجيال العربية الراهنة غريبة عن لغتها لصالح اللغات الأجنبية، أو "العربيزية" لأسباب كثيرة، لايتقنونها تحدثا وكتابة، كما لايتحمسون لإتقانها، وكأنها ليست جزءا من هويتهم الثقافية والحضارية ـ إلا من رحم الله ـ.الأمر الآخر أتمنى من الجهات العلمية والتربوية والثقافية الرسمية ـ وحتى الأهلية ـ في العالم العربي أن تقدر المشوار الذي قطعته آسية في إتقان العربية بأكثر من وسيلة، وجهودها في تعليم العربيّة لغيرها من الأطفال الأعاجم، من خلال تأليف الكتب والدورات التي تقدّمها رغم صغر سنها.. فتحتضن آسية وتكسب المساهمة في دعم تجربة ناجحة، لتحقق المزيد، ويعمّ نفعها للغير، ويكون الاحتضان بما يلي: ـ توفير محضن طبيعي يمكّن آسية من ممارسة العربية الفصحى مع أقرانها من الأطفال، وتحقيق أمنيتها بالعيش في وسط عربيّ، تتلقى فيه تعليمها الأساس بالعربية ـ حتى وإن كان لعام أو عامين ـ، مما يزيد من إتقانها لهذه اللغة الشريفة. ـ تبنى دراستها الجامعية والعليا في مجال اللغة العربية. ـ مساعدتها على إكمال مشوارها ودعمها في إقامة مشاريع تعليمية وثقافية، لنشر العربية في أوساط الأطفال والشباب في شبه القارة الهندية وغيرها بعد إتمام دراستها. وأتمنى بشكل خاص على مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بقطر التي دأبت على استقطاب واحتضان المواهب الصغيرة، وخرّجت مبدعين صغارا أن تتبنى هذه الموهبة، خصوصا أنّ المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية عضو في هذه المؤسسة. والله من وراء القصد.