14 سبتمبر 2025
تسجيل• لأكثر من اسبوع روج الاعلام لخطاب تاريخي سيلقيه الرئيس السوداني عمر احمد البشير لرسم فاصلة مهمة لبلاد في مفترق طرق ما بين ربيع عربي لم ينتج ما يرقى لطموح من اشعلوا فتيلته ليؤخذ كنموذج، واحتقان سياسي ظل يراوح مكانه، وبيانات تحدثنا يوما بعد الآخر بقرب استتباب الامن الشامل، وظروف اقتصادية ضاغطة جعلت لقمة العيش للسواد الاعظم لا تتم إلا باستدعاء صبر أيوب.. وبرغم ذلك حظى الخطاب "الوثبة" باهتمام واسع وسط تكهنات حلقت في عنان السحاب. • ساعة الصفر تدفق الخطاب فضفاضا ممتلئا بالمفردات اللغوية المقعرة كتلك التي في بطون كتب اللغة العربية المصنفة ضمن بحور فن المستحيل، والجمل التي تحتاج لمن يفككها ليستنتج معانيها وما ترمز له.. صحيح ان الجميع ـ ونحن منهم ـ تراصصوا لسماع ما اطلق عليه "الوثبة" تشبيها بوثبة الجندي وابطال السباقات الرياضية القوية.. إلا ان بعض لابسي العمامات "البيض" غشاهم النعاس وشيء من الشرود الذهني وبرغم ذلك واصل الرئيس الامساك بناصية الكلمات التي ادفقها دفقا غشى الاذن لكنه لم يسكن الفؤاد ولم يلامس الحاجة الضرورية والملحة للغبش.. لم تحدثهم عن طعامهم وصحتهم ووظائفهم وتعليم صغارهم وامنهم..• الخطاب "الوثبة" المصنوع بتكلف على غير خطب البشير الارتجالية، إنْ كان مسؤولا عنه حزب المؤتمر الوطني بواجهته الجديدة فلا عذر للابسي العمامات من قادة الاحزاب الّذين غشاهم النعاس ليس فقط حضورا لهذا الخطاب المثير للجدل ولكن لأن خطابهم السياسي هو الآخر لم يكن بأحسن حال من الوثبة التي جاءت مطاطية وقابلة لكل الاحتمالات ودون ان تحددها او تضع آليات لحلحلتها..• قيادات الاحزاب الرابضون في نواصي المعارضة طالما كانوا حضورا للخطاب الوثبة.. فهم ايضا مسؤولين مسؤولية مباشرة عن "الوثب" في اتجاه ما يدفق الحياة في شرايين الحالة السياسية الكؤودة والاقتصادية المائلة، وبما يحلحل العقد التي اقعدت السودان عن ادوار تفاعلية في محيطه المحلي والاقليمي لأن هذه الاحزاب ايضا لا بوصلة لها ولم تقدم للشعب السوداني ما يشفى غليله او يشبع حاجته في لقمة العيش الكريم، وظلت تتعامل بردة الفعل عما يصدر عن ساكني القصر الجمهوري ودون ان تقوم هي بأي فعل "نافع صادق أو حتى ترابي".• وان كانت الفرقعات الاعلامية بدعة انقاذية فإن الماسكين بزمام المعارضة ايضا مسؤولين امام المواطنين عن كل ما ألحق الضرر بالخطاب السياسي الذي لا يلامس حلولا جذرية لسودان انسانه تطحنه آلة شديدة القسوة تفوق تلك الوثبة التي حدث الرئيس الناس عنها، فهبطت في غير ملامسة للوجع المتراكم بعضه فوق بعض.. فهل يقفز الطرفان بالزانة ام يرجعان لمناطق شد الحبل والتي لن تكون إلا قاصمة للظهر!!همسة: مَنْ للغبش الملتحفين للجوع، في بلد يحكي أنه سلة لغذاء العالم!!